خيّم ملف مكافحة الإرهاب والتطورات الأخيرة بشمال مالي وانعكاساتها على المنطقة، خاصة بعد القضاء على أخطر إرهابيي المنطقة، ويتعلق الأمر بأبي زيد ومختار بلمختار، المحور الرئيسي لاجتماع قيادة أركان جيوش بلدان الساحل الإفريقي بموريتانيا، الذي شاركت فيه الجزائر ممثلة بالفريق قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني، ورد ل ”الفجر” نسخة منه، كما أنهت جيوش الدول العضوة من إعداد خطة أمنية جديدة لصد جميع المحاولات الإرهابية على ضوء التغييرات الأخيرة على الساحة الأمنية. ناقش، أمس، مسؤولو أركان جيوش الساحل الإفريقي بموريتانيا ضمن اجتماع رؤساء أركان الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تأسست بولاية تمنراست جنوبالجزائر في أوت 2009، ناقشوا الملف الأمني بالساحل الإفريقي من جميع جوانبه، بحضور الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر. وخصص لقاء أركان جيوش الساحل الذي احتضنته موريتانيا لتقييم ودراسة الوضع الأمني بمنطقة الساحل، خاصة بعد تسجيل جملة من المعطيات الجديدة جراء الأزمة بمالي والحرب على الجماعات الإرهابية هناك بقيادة فرنسا وحلفائها، إلى جانب تبادل التحليلات والمعلومات حول التطورات المسجلة على صعيد ملف مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في ظل الأحداث المتسارعة التي تعرفها المنطقة حسب نص بيان وزارة الدفاع الوطني. ويأتي هذا الاجتماع أيضا في ظل تحولات تعرفها الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة، خاصة بعد مقتل أخطر عنصريين ويتعلق الأمر بالأمير أبي زيد ومختار بلمختار حسب ما نقله الجيش التشادي في بيان رسمي، وأكدته مصادر فرنسية مسؤولة بعد التشاد بأسابيع، الأمر الذي دفع بتنظيم القاعدة تكليف الإرهابي يحيى أبو الهمام بإمارة منطقة الصحراء. هذه التطورات داخل تنظيم القاعدة الذي يواجه نزيفا خاصة بشمال مالي دفعت بقيادة أركان جيوش دول الساحل إلى إعداد خطة أمنية محكمة من شأنها صد جميع المحاولات الإرهابية لتنفيذ أعمال إجرامية شبيهة بالاعتداء الذي تعرضت له قاعدة الحياة الغازية بتيغنتورين جنوبالجزائر، وهو الاعتداء الذي صدته قوات الجيش الوطني الشعبي بكل احترافية ومهارة دون تدخل أو مساعدة أجنبية. وكان اجتماع قيادة أركان جيوش دول الساحل الإفريقي موعدا لتسليم رئاسة مجلس رؤساء أركان جيوش دول الساحل من موريتانيا إلى النيجر الذي تتولى الرئاسة الدورية لمدة سنة ابتداء من مارس 2013.