القاعدة تفقد رؤوسها بالساحل؟ أعلنت قيادة أركان الجيش التشادي مساء أول أمس أن الجيش التشادي قتل القيادي البارز في التنظيم الإرهابي المسمى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مختار بلمختار المعروف بالأعور في جبال إيفوغاس شمال مالي. و يأتي الإعلان عن مقتل بلمختار الذي كان يقود كتيبة الملثمين، الجماعة الإرهابية التي تسمي نفسها» الموقعون بالدماء» و التي كانت قد تبنت الاعتداء الإرهابي على المركب الغازي بتيقنتورين في إليزي بعدالأنباء غير المؤكدة بصورة قطعية عن مقتل عبد الحميد أبو زيد الذي يعد من أخطر القياديين لتنظيم القاعدة في الساحل الذي تلقى ضربة موجعة في نواته الصلبة بفقدانه إثنين من رؤوسه القيادية. وقال الجيش التشادي في بيان له مساء أول أمس،أن القوات التشادية في مالي دمرت بشكل كامل القاعدة الاساسية للإرهابيين في جبال ادرار في سلسلة ايفوغاس وبالتحديد في وادي اميتيتاي، عند الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش من يوم أول أمس السبت.وأوضح أن عدة ارهابيين قتلوا بينهم زعيمهم مختار بلمختار المعروف بالأعور. ورحب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي الجمهوري ايد رويس بقتل بلمختار. وقال ان هذا النبأ إذا تأكد يمثل انتكاسة قوية لكل الإرهابيين الناشطين في المنطقة الذين يهاجمون الدبلوماسيين الأميركيين والموظفين في قطاع النفط. ويأتي الاعلان عن مقتل بلمختار بعد اعلان الرئيس التشادي ادريس ديبي الجمعة الماضي عن مقتل أحد أبرز وأخطر قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد الحميد أبو زيد على أيدي جنود تشاديين،و هي المعلومة التي كانت محطة تلفزيون النهار الجزائرية أول من كشف عنها الخميس الماضي،غير أن هذه المعلومة لم تؤكدها باماكو ولا باريس ولا الجزائر. وكان بلمختار أحد القياديين في التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قبل ان ينشق عنه في اكتوبر الماضي ويشكل كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم "الموقعون بالدماء". وفي موريتانيا وفي غياب رد فعل رسمي، كتبت وكالة الانباء الالكترونية الخاصة صحراء ميديا أول أمس أنها تمكنت من "التأكد" من مصادر مطلعة في شمال مالي، من مقتل ابو زيد. لكن الوكالة لم تكشف هذه المصادر، وشكك خبراء في مقتل ابو زيد. و بحسب الإعلامي الموريتاني محمد محمود ولد ابو المعالي فإنه سبق الإعلان أكثر من مرة عن مقتل أبو زيد و أمن الرئيس التشادي كان بحاجة إلى اعلان مثل هذا الخبر لتبرير موت جنوده وتهدئة الرأي العام بعد فقدان هؤلاء الجنود. و يرى الباحث ماتيوغيدار المتخصص في الشؤون الاسلامية في جامعة تولوز 2، أنه لم يصدر عن القاعدة في المغرب الاسلامي أو أي تنظيم اسلامي آخر تأكيد لهذا النبأ. وقال أن "التجربة تظهر ان الجهاديين لا يخفون ابدا قتلاهم ويعلنونهم على الفور شهداء". من جهته، قال جان شارل بريزار وهو خبير فرنسي آخر في شؤون الارهاب "أشك كثيرا في هذا الامر طالما ان الجزائريين لم يؤكدوه رسميا". للإشارة يعتبر بلمختار الذي هو من مواليد مدينة غرداية ، من أبرز الإرهابيين الذين تدربوا في أفغانستان ، حيث سافر إلى أفغانستان وهو في التاسعة عشر من عمره، وقد أصيب في إحدى عينيه فأصبح يلقب بعد ذلك بالأعور. و بعد رجوعه إلى الجزائر التحق بصفوف الجماعات المسلحة و نشط أيضا بحماية شبكات تهريب المخدرات والسلاح، قبل أن ينشئ تنظيمه الإرهابي "الموقعون بالدم" الذي يضم عناصر من جنسيات مختلفة.