عادت أعمال العنف لتطبع الشارع اليمني رغم محاولات التهدئة التي سعت إليها السلطات في محاولة لبعث الحوار مع الجنوب الذي لا يزال متمسكا بخيار الانفصال عن الشمال، حيث شهدت أمس محافظتي الضالع وعدن اشتباكات عنيفة أسقطت قتيلا وعددا من الجرحى. قتل جندي أمس وأصيب 4 بينهم مدني واحد في أعمال عنف متفرقة بمحافظتي الضالع وعدن جنوب اليمن، ووقع جندي في محافظة الضالع وأصيب 3 آخرون ضحية اشتباكات مسلحة قام بها مسلحون مجهولون أطلقوا النار على جنود الجيش اليمني ظهر، أمس، في منطقة ”سناح” التابعة لمحافظة الضالع جنوب البلاد ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين، ولم تتبن الهجوم أي جهة من الجهات المتصارعة في اليمن، وكانت محافظة لحج جنوب البلاد شهدت أول أمس، حادثة هجوم مسلح شنه مجهولون على مركز للأمن العام في مدينة ”الحوطة” عاصمة محافظة لحج أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر، كما أصيب مواطن يمني برصاص قوات الأمن خلال محاولتها تفريق محتجين يقطعون الطريق العام في عدد من شوارع عدن جنوب البلاد، أصيب خلالها شخص بجراح خلال تدخل قوة أمنية لفض محتجين من قوى الحراك الجنوبي المطالبين بالانفصال عن الشمال، الذي يحاولون منذ فترة فرض العصيان المدني الذي يدعون له يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع، أين تجمع العشرات من أنصار الانفصاليين، وقاموا بقطع الطريق بالحجارة وإغلاق الشوارع في بعض أحياء عدن وأحرقوا إطارات السيارات قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم وفتح الطريق. يذكر أن محافظات جنوب اليمن تعيش حالة انفلات أمني منذ اندلاع أحداث العنف التي شهدتها محافظة عدن غداة الاحتفال بذكرى انتخاب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في 21 فيفري الماضي والتي سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، وتزايد التوتر مؤخرا بالتزامن مع مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلق في 18 مارس، ويمتد لستة أشهر يتم فيه مناقشة العديد من القضايا بينها الأمن ودعاوى انفصال الجنوب، وهو المؤتمر الذي انقسمت فيه قوى الحراك الجنوبي ويقاطعه تيار نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، المقيم في الخارج، حيث يصر على الانفصال، فيما تشارك قوى أخرى أبرزها تكتل ”مؤتمر شعب الجنوب” الذي يقوده رجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة، وتكتل الجنوبيين المستقلين.