تأجج الصراح أمس في شبه الجزيرة الكورية على خلفية المظاهرات التي قام بها سكان سيول، منددين بنظام الحكم في الجارة بيونغ يانغ، حيث هددت هذه الأخيرة بضرب جارتها في حال استمر استفزازها بالمظاهرات. جدد جيش كوريا الشمالية أمس إنذاره إلى سيول مهددا بمهاجمة كوريا الجنوبية دون سابق إنذار في حال تواصلت التظاهرات المناهضة لبيونغ يانغ في الجنوب، التي أحرق خلالها المتظاهرون صور زعماء النظام الستاليني، وجاء تحذير بيونغ يانغ غداة اختتام وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجولة الأسيوية سعى خلالها إلى نزع فتيل التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية، محاولا دفع الصين إلى التدخل لدى حليفتها الشمالية لوقف تهديداتها الحربية، واعتبرت بيونغ يانغ التي أحيت أول أمس ذكرى مرور 101 عام على ميلاد مؤسسها كيم إيل سونغ، المظاهرات التي عمت سيول تنديدا بالمواقف الشمالية استفزازا كبيرا خاصة بعد إحراق المحتجين صور كيم ونجله الزعيم الراحل كيم جونغ ايل والزعيم الحالي كيم جونغ - أون، وعليه حذرت القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن ردها سيكون سريعا اعتبارا من يوم أمس ودون تحذير مسبق، واصفة ما قام به سكان سيول بالأفعال الإجرامية التي تمس كرامة القيادة العليا لكوريا الشمالية، واشترطت القيادة العليا للجيش الاعتذار على كوريا الجنوبية من أجل بدء الحوار والمفاوضات لوضح حد للأزمة في المنطقة، لكن سيول لم تتوان في الرد على تهديدات بيونغ يانغ وتوعدت وزارة الدفاع الكورية جنوبية برد قوي على جارتها الشمالية إذا ما استمرت هذه الأخيرة في استفزازها عسكريا. على صعيد المناورات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة مع حليفتها كوريا الجنوبية وسط استمرار التوترات في شبه الجزيرة الكورية، أمس باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مروحة عسكرية أمريكية من طراز ”بلاك هاوك” تحطمت في منطقة شيولوون المحاذية لكوريا الشمالية، مما زاد من تنديد بيونغ يانغ بالتدريبات المشتركة بين واشنطن وسيول التي تحصي التقارير وجود 28500 جندي أميركي ينتشرون بشكل دائم في كوريا الجنوبية. من جهتها اتهمت الصين أمس الولاياتالمتحدة بإثارة التوتر عبر التحالفات الإقليمية في آسيا والمحيط الهادئ وتطوير أسلحة جديدة للحفاظ على التفوق الاستراتيجي، وجاء في تقرير دفاعي حكومي أن الصين تواجه تهديدات وتحديات أمنية معقدة ومتعددة، مشيرا إلى تزايد السيطرة وسياسات القوة والتدخل الجديد، وأضاف التقرير دون أن يذكر الولاياتالمتحدة بشكل صريح أن القوى الكبرى تطور تكنولوجيات عسكرية جديدة بشكل مستمر لضمان استمرار تفوقها الاستراتيجي في المنطقة، وقال التقرير أن بعض الدول عززت تحالفاتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما وسعت تواجدها العسكري الإقليمي وتدفع بالوضع الإقليمي إلى التوتر أكثر، والدليل ما تقوم به اليابان حليفة الولاياتالمتحدة التي تثير اضطرابات بشأن جزر سينكاكو المتنازع عليها والمعروفة في الصين باسم دياويو.