مثل أمس الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف أمام محكمة مكافحة الإرهاب في إسلام أباد التي قررت وضعه في السجن الاحتياطي لمدة 14 يوماً، على خلفية اتهامه بإخضاع مئات القضاة للإقامة الجبرية خلال فترة حكمه عام 2007. مشرّف الذي وضع أول أمس قيد الإقامة الجبرية في القضية ذايتها مطالب بالمثول مجدداً أمام المحكمة في الرابع ماي المقبل حسب قرار المحكمة التي أنشئت خصيصا لمحاكمته. ويعد برويز مشرف أول قائد جيش ورئيس باكستاني يتعرض للاعتقال حيث تثير قضيته الكثير من الجدل السياسي والقانوني داخل البلاد، ورغم غياب أي دعم دستوري لهذه المسألة إلا أن القاضي علل قراره بأن مشرف نشر الإرهاب بين القضاة آنذاك، لكن عدم وجود مسوغات قانونية واضحة في الاتهامات الموجهة لبرويز مشرف لا يعني أن هذا الأخير سيفلت من قبضة القضاء خاصة في ظل التهم المنسوبة إليه المتعلقة بالخيانة العظمى والتقاعس في توفير الأمن لرئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو الأمر الذي قد يزج بالرئيس السابق لباكستان في السجن مع احتمال تعرضه لعقوبة الإعدام شنقا كما ينص عليه دستور البلاد. على الصعيد الأمني قتل أمس 4 أشخاص وأصيب 4 آخرون في انفجار قنبلة أمام مستشفى بمنطقة قبلية شمال غربي باكستان، وبالضبط في مدينة خار عاصمة إقليم باجور القريب من أفغانستان، أين شن الجيش الباكستاني هجمات على عناصر من طالبان التي ترتبط بتنظيم القاعدة. وتعد باجور إحدى الأقاليم السبعة المشكلة للمناطق القبلية في باكستان تتمتع بحكم شبه ذاتي، وتمثل هذه الأقاليم معقلا لحركة طالبان الأفغانية والقاعدة والمجموعات الإسلامية الأخرى المتطرفة في باكستان، وطالما كانت مسرحا لمواجهات دامية بين الجيش والمتمردين.