لم يفهم الكثيرون من متتبعي البطولة الوطنية الجزائرية سبب تراجع نتائج فرق الغرب الجزائري هذا الموسم، في صورة وداد تلمسان واتحاد بلعباس وحتى مولودية وهران، دون أن ننسى المحترف الثاني مولودية سعيدة التي تلعب من أجل تفادي السقوط، في وقت ليس ببعيد كان الغرب الجزائري منبع اللاعبين المميزين على غرار بلومي وبن زرقة ومصابيح وبوجقجي وغيرهم الذين أنجبتهم تلك الأندية، وما كانت تقدمه للبطولة الوطنية من حماس وإثارة، لينقلب كل شيء في السنوات الأخيرة وأصبحت أندية الغرب الجزائري من الأندية المهددة بالسقوط والتي تلعب كأقصى حد من أجل البقاء، مما جعلنا نتساءل عن أسباب التراجع وما يحدث بالضبط في الغرب الجزائري. بلعور حمزة عبد الكريم يحلى ل”الفجر” نقص الدعم المالي والتسيير غير العادل سبب السقوط والانتكاسة أرجع رئيس وداد تلمسان عبد الكريم يحلي أن سبب تراجع نتائج فرق الغرب الجزائري هذا الموسم بصفة عامة ونتائج وداد تلمسان بصفة خاصة إلى نقص الدعم المالي من طرف الوزارة الوصية، التي حسبه تعامل الأندية بطريقة غير عادلة. أرجع يحلى في تصريح لجريدة “الفجر” أمس حقيقة ما يحدث في أندية الغرب الجزائري هذا الموسم، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى الدرجة الثانية المحترف ونخص الذكر كل من “ وداد تلمسان ومولودية وهران واتحاد بلعباس، إضافة إلى مولودية سعيدة في المحترف الثاني، إلى غياب أموال والدعم من الجهات التي تعتزم قيامها على كرة القدم الجزائرية، والتي حسبه مسؤولة بالدرجة الأولى عما يحدث في الغرب الجزائري. وأضاف في هذا الصدد قائلا “ماذا تنتظر من فرق لا تملك الدعم المالي من الجهات المخولة لدعم الفرق، أقول لهم أين ذهبت أموال سوناطراك، وسونلغاز، أين توجد أموال نفطال التي وعدوا بها، الحقيقة يعلمها هؤلاء المسؤولين، ونحن لا يمكن أن نلعب على البطولة مثل أندية الوسط أو الشرق دون وجود أدنى مقومات الدعم”. وفي سياق متصل أدان يحلى دعم المؤسسات الراعية للفرق، أين وصف تعاملها بالكيل بمكيالين، حيث أكد أن وداد تلمسان ينقصه الإشهار سواء من نجمة أو جيزي أو موبيليس، على نقيض من ذلك أن تلك المؤسسات تتهافت على بعض الأندية. وواصل يقول “إضافة إلى نقص الدعم المالي، فإنه لا يوجد ولا مستثمر في الفريق سواء كانت نجمة أو جيزي، لهذا أقول أن تسيير الأموال في الجزائر يتم بطريقة غير واضحة”. وفند المتحدث أن يتون الصراعات الداخلية عاملا مهما في سقوط الفريق، أين أشار أن معظم الفرق على غرار مولودية الجزائر أو شباب بلوزداد يعانون من مشاكل وصراعات، لكنها تحتل مراتب جيدة، فمشكل الصراعات أو عدم انتداب لاعبين فهو كلام للاستهلاك فقط ولا أساس له من الصحة”. شريف الوزاني ل”الفجر” “هناك أشخاص وراء ما وصل إليه الفريق” أكد مدرب مولودية وهران سابقا أن سبب تراجع أندية الغرب الجزائري على مستوى النتائج إلى عدة عوامل من بينها الصراعات الداخلية التي يعيشها فريق الحمري هذا الموسم، والتي كانت أحد الأسباب التي أدت للفريق إلى ما هو عليه الآن، ومرشح للسقوط للقسم الثاني وإن لم نقل قد سقط بصفة شبة رسمية. وفي هذا الصدد يقول اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني لجريدة “الفجر”: “هناك عدة أطراف في وهران ضربت استقرار الفريق، ولا تريد الخير له وهي الأطراف التي أدت بالفريق إلى ما هو عليه الآن، والجميع يعلم بهذا، ولكن رغم هذا فهم يواصلون خلق البلبلة في الفريق لدى وسط الأنصار، لأسباب ضيقة ومصالح لا تمت أصلا بكرة القدم، وهؤلاء لا يرتاحون حتى يسقط الفريق إلى القسم الثاني”. وعن هوية هؤلاء الأشخاص، أكد مدرب مولودية وهران أن الجميع في وهران يعرف الأشخاص الحقيقيين الذين يحبون الخير للفريق، ومن هم وراء كل تلك المشاكل. وواصل يقول “الأشخاص الذين كانوا وراء إبعادي، أو تنحيتي من الفريق هم وراء كل هذا، وأود أن أؤكد لهم أني ابن مدينة وهران وأحب هذا الفريق منذ الصغر، وأؤكد أيضا أنه حتى عند ابتعادي عن الفريق سأظل مناصرا وفيا للنادي الذي تربيت فيه رغم الظروف والدرجة التي يلعب فيها”.كما لم يستثن المتحدث مشكلة الأموال التي أعاقت الفريق كثيرا، وهو الذي كان يبحث عن متنفس للأزمة المالية والديون التي يدين بها اللاعبون، والتي حسبه أثرت كثيرا على معنويات اللاعبين وأصبحوا لا يجدون الظروف الملائمة والرغبة في اللعب”. مدرب اتحاد بلعباس مختار عساس “هناك لاعبون تقاعسوا في الدفاع عن ألوان الفريق” حمّل مدرب اتحاد بلعباس مختار عساس البعض مسؤولية ما حدث وما يحدث للفريق هذا الموسم، الذي تغير جملة وتفصيلا، كما أن عامل التداخل في المهام والصلاحيات داخل الفريق حال دون تجسيد الأهداف المسطرة للفريق هذا الموسم، وهو ضمان البقاء. وأضاف عن سقوط الفريق إلى القسم الثاني وهو الذي عاد إليه بعد موسم واحد: “السقوط موجود في كرة القدم، لكن الطريقة التي سقط بها الفريق هذا الموسم جعلنا نطرح عدة أسئلة، وهو ما جعلني أطلب من الإدارة التقصي في الأمر وما حدث للفريق، على العموم السقوط ليس نهاية العالم”. وأضاف عن أسباب السقوط قائلا “ليس لدي دليل واضح عن رفع اللاعبين لأرجلهم في المباريات السابقة، لكن صراحة بعض اللاعبين لم أعد أعرفهم لما يدخلوا أرضية الميدان، وأصبح أداء بلعباس مشكوكا فيه كثيرا، وعلى هذا امتنعت عن التدريب في عدة مرات لأنه ما جدوى تحضير فريق طوال الأسبوع، ثم هناك من يهدم الفريق، على كل حال الإدارة ستقوم بتقصي ما حديث بالضبط، وعدة أمور ستتضح في الأيام المقبلة”. كما لم يخف المتحدث وجود أمور أخرى ساهمت في تراجع أداء الفريق هذا الموسم، بسبب الضغط الكبير الذي عاشه اللاعبون واستقالة المدرب السابق بوعلي، والتي حسبه أثرت بشكل كبير في مردود اللاعبين، ونتائج الفريق في مرحلة العودة من البطولة الوطنية، كما أن مشكل الأموال كان عاملا آخر مهما لدى اللاعبين الذين لعبوا وعقولهم ليست في الميدان”.