أسدل الستار، أول أمس، على الشطر الأول من الرابطة المحترفة الأولى لموسم 2013/2012 بتتويج وفاق سطيف للموسم الثاني على التوالي بطلا لمرحلة الشتاء، بعد منافسة شديدة من أندية عادت للواجهة وفي مقدمتها اتحاد الحراش ومولودية الجزائر مقابل تسجيل تراجع أندية شباب بلوزداد وشبيبة القبائل وتقهقر أندية شباب باتنة ووداد تلمسان وبدرجة أقل مولودية وهران، فيما عجز اتحاد بلعباس عن مسايرة وتيرة الدرجة الأولى. لم يأت تتويج وفاق سطيف باللقب الشتوي صدفة، ف ''النسر الأسود ''وبلغة الأرقام والإحصائيات حقق أرقاما استثنائية خلال المرحلة الأولى من بطولة هذا الموسم. فقد احتكر أشبال المدرب فيلود أفضل الأرقام مع أحسن خط هجوم بحصيلة 25 هدفا وأفضل خط دفاع، إلى جانب اتحاد العاصمة برصيد 8 أهداف. وثاني أفضل هداف مع أمين عودية بنفس الرصيد وأفضل سلسلة انتصارات متتالية من خمس مباريات، فيما يبقى الوفاق الفريق الوحيد الذي فاز بكامل مبارياته التي لعبها داخل قواعده. مع التذكير أن رفقاء القائد دلهوم حققوا أكبر انتصار بفضل السداسية في مرمى شباب باتنة، إلى جانب اتحاد العاصمة الفائز على بلعباس بسداسية وكلها أرقام تؤشر على بطل مستقبلي، خاصة إذا علمنا أن الوفاق لم يسبق له وأن أفلت اللقب النهائي بعد أن يتوّج باللقب الشتوي كما حدث في سنوات التتويج أعوام 1968 و1987 و2007 و2009 و.2012 وخلّف وفاق سطيف وراءه لقب أفضل فريق خارج القواعد والذي عاد مناصفة مع فريقي مولودية الجزائر واتحاد الحراش بمجموع 12 نقطة، بالإضافة لأفضل سلسلة مقابلات من دون انهزام والتي حققها أشبال جمال مناد للمولودية وأشبال بلحوت في مولودية العلمة الذين لم ينهزموا في ثماني مباريات متتالية، وأخيرا لقب أفضل حارس والذي عاد لحارس اتحاد العاصمة محمد أمين زماموش الذي حافظ على عذرية شباكه لمدة 498 دقيقة متتالية. وتكشف الأرقام والإحصائيات بوضوح، أسباب الوضعية المعقدة التي تتواجد عليها أندية مثل شباب باتنة في ذيل الترتيب. ف ''الكاب'' يملك أضعف خط دفاع بتلقيه ل 26 هدفا ولم يحقق أدنى فوز طيلة9 مباريات متتالية، حيث يعود آخر انتصار لرفقاء الهادي عادل لمباراة الجولة الخامسة أمام مولودية العلمة خلف الرقم القياسي الذي يبقى بحوزة مولودية وهران بعشر مباريات، وهو ليس الرقم الوحيد ''التعيس'' الذي يطارد شباب باتنة، بما أن ''الكاب'' هو الأضعف خارج القواعد برصيد نقطة وحيدة عاد بها الفريق من ملعب الشلف. ويعود تواجد اتحاد بلعباس في مؤخرة الترتيب إلى عدم قدرته على التفاوض في ملعبه، فهو الأضعف من بين الأندية 16 داخل القواعد بكسبه سبع نقاط لا غير، فيما ذهب وداد تلمسان ضحية لتواضع خطه الهجومي الذي لم يسجل سوى 6 أهداف. وعرفت 120 مباراة التي لعبت لحد الآن تسجيل 221 هدف، بمعدل لا يتجاوز 84, 1 هدف في كل مباراة. وعرفت الجولة الثانية أكبر حصيلة، حيث بلغت 23 هدفا، فيما عرفت الجولة ال15 والأخيرة أضعف حصة والتي لم تتجاوز ست أهداف. وكان لاتحاد الحراش أكبر فوز خارج القواعد وكان ذلك على حساب شباب بلوزداد (2/4)، فيما جرت أربع مباريات، دون جمهور كان لشبيبة الساورة النصيب الأكبر منها. اتحاد بلعباس ووداد تلمسان ومولودية وهران في أزمة أندية الغرب الجزائري تحتل المراتب الأخيرة انتهى الشطر الأول من الرابطة المحترفة الأولى ولم تنته معه مشاكل أندية الغرب الجزائري التي تحتل كلّها المراتب الأخيرة. وتثبت الإحصائيات أن الأندية الغربية تعاني بمرارة، بدليل أن الصاعد الجديد اتحاد بلعباس يحتل الصف الأخير برصيد 10 نقاط فقط رفقة شباب باتنة وبعده مباشرة وداد تلمسان الذي يحتل الصف ال 14 برصيد 12 نقطة، ثم مولودية وهران برصيد 14 نقطة في المرتبة الثالثة عشر، وهو الأمر الذي يعكس وضعية هذه الفرق التي كانت في الماضي القريب تصنع الأفراح وتحصد الألقاب. كما هو الشأن بالنسبة للحمراوة وأبناء الزيانيين اللذين أصبحا يعانيان في المواسم القليلة الماضية ويلعبان في كل مرة على تجنب السقوط. ما هي أسباب تراجع مستوى أندية الغرب الجزائري؟ وما الذي جعلها تتخبط في مشاكل عديدة دفعتها للتخلي عن تقاليدها في لعب الأدوار الأولى؟ وأين هو مكمن الخلل ؟ هي أسئلة يطرحها أنصار ومتتبعو البطولة المحلية. وكما يقال إذا عُرف السبب بطل العجب. فهذه الفرق ضحية الصراعات الموجودة حاليا على مستوى إدارتها ''الضعيفة'' وضحية هجرة ألمع اللاعبين لفرق عاصمية وأخرى من شرق البلاد بسبب عدم وجود الدعم المالي في الفرق التي ترعرعوا فيها وعدم تمكن المسيرين من إقناعهم بالملموس. كما أن سياسة البريكولاج التي يتبعها مسيرو فرق الغرب، جعلت النتائج تتراجع في السنوات الماضية وأصبحت هذه الفرق تعاني في كل موسم من شبح السقوط. ومن بين الأسباب كذلك هجرة المسيّرين الأكفاء الذين بإمكانهم تقديم الدعم اللازم لهذه الفرق العريقة ووجود رؤساء ومسيرين ''فقراء'' ينتظرون دعم الدولة والسبونسور فقط. ويضاف إلى هذه المشاكل عامل المحيط المتعفن الذي لا يساعد على بناء فريق قوي، حيث أن الشارع أصبح يتحكم في ما يدور داخل هذه الأندية ويفرض رأيه على المسيرين في الكثير من الأحيان بجلب اللاعب الفلاني والتخلص من الآخر والتدخل في صلاحيات المدرب ومصيره على رأس العارضة الفنية. لخضر بلومي ل''الخبر'' المحيط المتعفن والتسيير الأعرج سبب نكسات فرق الغرب كشف أسطورة الكرة الجزائرية لخضر بلومي الذي لعب لعدة مواسم لمولودية وهران، وحقق معها العديد من الألقاب ل ''الخبر''، أن سبب تراجع مستوى أندية الغرب يعود بالدرجة الأولى للمحيط المتعفن والتسيير الأعرج. وأوضح بلومي قائلا ''أسباب تراجع مستوى فرق الغرب الجزائري معروفة وهي بالدرجة الأولى المحيط المتعفن الذي لا يساعد على تطوير مستوى هذه الفرق العريقة والتسيير الأعرج.. وهو ما حدث لمولودية وهران. كما أن وجود أناس غير قادرين على التسيير في الظرف الحالي وعدم الأخذ بمقولة ''الرجل المناسب في المكان المناسب'' أثّرت على أندية الغرب وليس في الرابطة المحترفة الأولى، بل حتى في الرابطة الثانية وقسم الهواة، وما يحدث لغالي معسكر خير دليل، حيث أن هجرة أبناء الفريق أثّرت كثيرا على المولودية والوداد والاتحاد والغالي وغيرها من الفرق العريقة في الغرب الجزائري''. وقد أكد اللاعب الدولي السابق، أن الحل المناسب لعودة فرق الغرب إلى عهدها السابق هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.