شلّت، صباح أمس، المستشفيات ومؤسسات الصحة الجوارية والمستشفيات الجامعية على المستوى الوطني، بسبب الإضراب الذي يضرب قطاع الصحة من قبل المهنيين على اختلاف أسلاكهم وانتماءاتهم النقابية (ممرضين، أطباء عامين، أطباء أخصائيين، أخصائيين نفسانيين وأساتذة شبه الطبي)، ووصلت نسبة الاستجابة للإضراب على المستوى الوطني حسب تصريحات مسؤولي النقابات معدل 80 بالمائة، مع تسجيل ”مضايقات وضغوطات” من قبل الإدارة الوصية. شنّ مهنيو قطاع الصحة المشكلين للتنسيقية (ممارسي الصحة العمومية، الممارسين الأخصائيين، الأخصائيين النفسانيين وأساتذة شبه الطبي) إضرابهم، معلنين بذلك التحاقهم بزملائهم في القطاع من عمال الأسلاك المشتركة والممرضين، والذين بادروا منذ أيام بحركتهم الاحتجاجية التي سجّلت حضورا قويا داخل مختلف المؤسسات الاستشفائية مؤسسات الصحة الجوارية والمستشفيات الجامعية، مطالبين وزير الصحة والسكان عبد العزيز زياري بالتكفل بمطالبهم المهنية والاجتماعية التي لا تزال عالقة. وتصر الوصاية على ”تجاهل وإهمال انشغالات موظفيها الذين من المفروض أن تدافع عن حقوقهم المهضومة، وتعمل على تجسيدها في الواقع، لكن هيهات”، كما قال بعض الممرضين وعمال الأسلاك المشتركة ممن تحدثت إليهم ”الفجر” خلال الجولة التفقدية التي قامت بها، صباح أمس، في المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث كانت الفئة الثانية مجندة وتجول ساحة المستشفى وأفرادها يرددون شعارات منددة ب ”الحڤرة والتهميش”، وتطالب ”بمنحة العدوى التي حرمنا منها”، حاملين لافتات كتبت عليها مطالبهم وقد منعوا من الخروج إلى الشارع للاحتجاج بسبب تطويق مصالح الشرطة لمدخل المستشفى وغلق الباب، كما توزع أفراد الأمن في محيط المستشفى تحسبا لأي طارئ. أما الممرضون فقد تجمع بعضهم بمدخل المركز الوطني لعلاج ومكافحة أمراض السرطان ”بيار وماري كوري” بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، حاملين لافتات كتبت عليها مطالبهم ”على الوزارة التكفل بانشغالات الممرضين والممرضين”، وما شد الانتباه بمركز مكافحة السرطان هو عشرات المرضى الذين ينتظرون دورهم لتلقي العلاج قادمين من مختلف الولايات. ”المكلفون بالتكوين يريدون ضرب المسار المهني لشبه الطبيين” وفي تعليقه على عدم استجابة الوزارة لمطالب موظفي شبه الطبي، قال رئيس النقابة الجزائرية للشبه الطبي الوناس غاشي، أمس، في تصريح ل”الفجر”، أن ”موقف الوزارة يزيد من تأجيج الوضع وهذا سيزيد الممرضين والممرضات عزما ورادة في مواصلة الحركة الاحتجاجية، وحتى ما أعلنت عنه الوزارة بشأن بدء التكوين ل 16 ألف مهني، فالعملية لم تنطلق بعد وكيف يعقل أن يكون التكوين بدفعات لمدة 9 أشهر والعملية تنتهي عام 2015 أو 2016، ومنهم من لم يبق له سوى عامين أو ثلاث سنوات ليحال على التقاعد”، معلنا أن ”المكلفين بملف التكوين على مستوى الوزارة هم سبب ما يحدث في القطاع بالنسبة للمرضين، فالإجراءات التي يقررونها تتم بصفة فردية وكلها إجراءات من شأنها عرقلة المسار المهني لموظف شبه الطبي، فكيف يتم ترقية مساعدي ممرضين لهم من الخبرة 10 سنوات من الرتبة 7 إلى 9 مباشرة ودون تكوين، في الوقت الذي يحرم زملاء آخرون من الترقية التي ينص عليها القانون الأساسي”، ومؤكدا أن الإضراب سيتواصل حتى تحقيق المطالب. ”الوزير لا يبالي ويلتزم الصمت” أما رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية الدكتور مرابط الياس، فقد أكد، أمس، في تصريح ل ”الفجر”، أن الإضراب الذي شنته تنسيقية مهنيي الصحة، أمس، كما كان مقررا وبلغت نسبة الاستجابة له حدود 80 بالمائة على المستوى الوطني فإنه لم يلق مبالاة الوزير، فهو يلتزم الصمت وكأنه غير معني بمشاكل القطاع بالرغم من المسؤولية التي تجبره على مواجهة الوضع في معالجة مشاكل المهنيين، ما يعني أنه غائب على كل المستويات، ونحن نعمل على التحضير إلى الوقفة الاحتجاجية المقررة صباح الأربعاء أمام مقر الوزارة والتي ستكون وقفة تاريخية”. ”عزيمة كبيرة ونسب استجابة متفاوتة في الولايات” بدوره أكد رئيس نقابة الممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية الدكتور محمد يوسفي، أمس، في تصريح ل”الفجر”، أن ”الصمت يخيب من جانب الوزارة إزاء الإضراب الذي شنه مهنيو الصحة والنسبة المسجلة وطنيا على العموم بلغت 80 بالمائة، وسجلنا عزيمة كبيرة لدى الممارسين الأخصائيين خلال اليوم الأول من الإضراب، وهو ما بينته النسب المسجلة في بعض الولايات منها البليدة 90 بالمائة، تيبازة 90 بالمائة، بجاية 100 بالمائة، عين الدفلى 80 بالمائة، قسنطينة 65 بالمائة، خنشلة 80 بالمائة تلمسان 80 بالمائة، معسكر 75 بالمائة، وهران 75 بالمائة وتيارت 100 بالمائة. وأوضح المتحدث أن الوزير عبد العزيز زياري لم يلتزم بالوعود التي قدمها للنقابات في كل اللقاءات التي جمعته بها لقاءات ولم يحترم مطالبها. ”لجنة دراسة مطالب الشركاء الاجتماعيين أثبتت فشلها” من جهته، أعلن الدكتور كداد خالد رئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين أن نسبة الاستجابة بالنسبة للسلك بلغت 92 بالمائة، مع تسجيل بعض المشاكل خلال اليوم الأول من الإضراب، حيث طعنت إدارة المستشفى الجامعي بباب الوادي في شرعية الإضراب وأبلغت النفسانيين أنهم لم يودعوا إشعارا به، بيد أن النقابة وجهت الإشعار إلى وزارة الصحة والسكان، كما سجّلت بعض التجاوزات من طرف الإدارة اتجاه الأخصائيين النفسانيين في ولاية سطيف. وأوضح المتحدث أن ”النقابة تفاجأت بتصريح رئيس ديوان وزارة الصحة بأنه تم عقد 40 لقاء مع 13 نقابة خلال 7 أشهر، وهو بذلك يتباهى، ونحن نقول له هل المشكل يكمن في عدد اللقاءات التي عقدت أو في النتائج التي ترتبت عنها؟”. وأضاف ”وأكبر نتيجة لتلك اللقاءات هي استفزاز أسلاك الصحة ودفهم إلى الإضراب، لأن تلك اللقاءات كانت صورية وشكلية لم تعالج، ولم تأت بأي حل للمشاكل العالقة وكانت في كل مرة اللجنة الوزارية المكلفة بمطالب الشركاء الاجتماعيين تؤكد فشلها في التعامل مع الملفات بإعلانها في كل مرة أنه ليس من صلاحياتها الفصل في المطالب وحلها”.