احتضنت قاعة المحاضرات التابعة لرئاسة جامعة الجيلالي اليابس، أول أمس، لقاء جمع مرضى التصلب العصبي لولاية سيدي بلعباس إحياء لليوم العالمي للداء، والذي أشرفت على تنظيمه جمعية المشكاة لمرضى التصلب العصبي. وكانت الفرصة سانحة للمرضى الحاضرين لطرح انشغالاتهم وتبادل تجاربهم مع المرض، وقد استهل اللقاء بإلقاء مداخلات لعديد الأطباء والمختصين، على غرار مداخلة الدكتور حميمد، رئيس مصلحة طب الأعصاب، الذي أسهب في شرح المرض وتطوراته بمصطلحات بسيطة لفائدة المرضى المنتمين لفئات عمرية مختلفة. وكذا مداخلة الأخصائي النفساني الدكتور سعدوني، الذي تحدث عن الجانب النفسي للمريض وكيفية التكفل به، ليفتح باب النقاش للمرضى الذين توالت تدخلاتهم في طرح انشغالاتهم ومشاكلهم للأطباء وممثلي الجمعية. وحسب الدكتور حميمد، فإن المشكل الحقيقي الذي يواجه هذه الفئة يتمثل أساسا في مشكل نقص الأدوية، وهو المشكل الذي أضحى الشغل الشاغل لهذه الفئة، نظرا لغلاء أثمانها ومحدوديتها بالمؤسسة الإستشفائية. وفي هذا الصدد أكد الدكتور حميمد أن علاج مرضى التصلب العصبي يضم نوعين من الأدوية، الأول تبلغ قيمته 8 ملايين سنتيم وهو متوفر بالمصلحة، لكن الدواء الثاني المعدل للمرض، والذي له نتائج إيجابية مضاعفة حيث يحد من تطور المرض بنسبة 60 في المائة، لا يزال محدودا، حيث يتم حاليا التكفل بمريضين فقط باستعمال هذا العلاج نظرا لأثمانه الباهضة ونقص الإمكانيات المخصصة لهذه الفئة بالمستشفى من جهة، وانعدامها لدى الجمعية التي لم تستفد من إعانة مالية منذ تأسيسها باستثناء إعانات القلة القليلة من المحسنين. للإشارة فإن مرضى التصلب العصبي والبالغ عددهم 200 مريض بالولاية قاموا، مؤخرا، بوقفة إحتجاجية أمام المستشفى الجامعي للمطالبة بتوفير الأدوية وجملة من المطالب الأخرى، على غرار إنجاز مصلحة خاصة بهم من شأنها التخفيف من معاناتهم الطويلة، وذلك لما ستوفره من أجهزة علاجية متطورة، وأجهزة أخرى خاصة بإعادة تأهيل العظام، ومسبح لمساعدة المرضى على العلاج برياضة السباحة، ناهيك عن قاعة للعلاج النفساني الجماعي أين سيتم إخضاع المرضى لجلسات علاجية جماعية للحد من تأثير المرض ولرفع معنويات المرضى تجنبا لحدوث انهيارات وأزمات عصبية، خاصة أن مرض تصلب الأعصاب يعد من الأمراض المزمنة التي لم ينجح العلم حتى الآن في إيجاد علاج نهائي له، باستثناء العلاجات الخاصة بالحد من تطور المرض وتفاقمه، ما يتسبب للمريض في أعراض مرضية تختلف حسب حالة المرض ونسبته من خمول في الأنامل، وانتهاء بالشلل الكلي. وقد يصاب المريض بالعمى وتتعطل وظائف الكلية والمثانة. ومن أهم أعراضه انعدام التوازن لدى المريض، الرعشة، السير غير المتّزن، حالات الدوار، خشونة في أحد الأطراف، وغيرها من الأعراض.