علمت ”الفجر” من مصادر حسنة الاطلاع أنه تم ضبط عدة حالات خاصة ببيع لحوم قردة الماغو، في كل من تيزي وزو والعاصمة. لتعد بذلك العملية الأولى من نوعها بعد تلك التي تتعلق ببيع لحوم الحمير والخنازيرعبر عدد من ولايات الوطن، وهي الظاهرة التي باتت تزحف بشكل كبير ومخيف، لاسيما بمنطقة القبائل المحافظة ككل مناسبة دينية، ما يستدعى فرض الرقابة الصارمة على السوق المحلية. وأضافت المصادر ذاتها أن العديد من الصياديين يتخذون من غابة إيعكوران، الواقعة بالجهة الشرقية لتيزي وزو، عبر الطريق الوطني رقم 12 باتجاه عاصمة الحماديين بجاية وجهتهم المفضلة من خلال اصطيادهم العشوائي و غير القانوني لهذا الحيوان المهدد بالانقراض، جراء تصرفات هؤلاء الذين يقومون فيما بعد بتحويل هذه القردة المصطادة إلى قصابات عبر إقليم تيزي وزو، والذي يقوم بدورهم أصحابها بقطع لحوم هذا الحيوان لتحول بعدها إلى محلات الإطعام وعدد من الفنادق بالجزائر العاصمة في سرية تامة، على متن شاحنات مجهزة بآلات تبريد. وأضافت المصادر ذاتها أن ظاهرة الصيد العشوائي باتت تهدد قردة الماغو بالانقراض بمرتفعات إيعكوران، التي تعد محمية طبيعية بامتياز في السنوات الفارطة لكنها مع العامين الأخيرين تحولت إلى حديقة للتجارب، يقصدها هواة بل حتى محترفو الصيد من مختلف مناطق تيزي وزو والمناطق المجاورة لها، ضاربين عرض الحائط بالقوانين. وقالت المصادر التي أوردت الخبر أن عملية ترويج للحوم القردة تجاوز الحدود، بعدما تم تسجيل حالات لأشخاص يصطادون الماغو ويقومون بتربيته في مساكنهم على طريقة الحيوانات الأليفة، وبمجرد بلوغ القردة سن معينة يبيعونها لزبائن من نوع خاص من أصحاب الفناق الفاخرة بالجزائر العاصمة، دون أن يتم التفطن لتحركاتهم بل راح آخرون وسعيا منهم لابعاد جميع أشكال الشبهات التباهي بقردة الماغو البالغة وهم يحملونها على متن مركباتهم في خرجات استجمامية، لاسيما بالجهة الشرقية لتيزي وزو عبر محو إيعكوران وأكفادوا وصولا إلى أدكار. وأمام التفشي المخيف لظاهرة بيع لحوم القردة بين تيزي وزو والعاصمة، حذرت من تفشي فيروس خطير يشبه إلى حد كبير فيروس (اتش آي في) القاتل المسبب للأيدز، بفعل توغل الصيادون في الغابات والأحراش مع استهلاك لحوم القردة، وهو الفيروس الذي ينتقل بسرعة كبيرة عن طريق اللحوم المطبوخة أو المدخنة، ناهيك عن انتشار فيروسات أخرى من مرض إيبولا والجمرة الخبيثة والحمى الصفراء.