خطفت فرقة الجيش الأحمر الروسي قلوب جمهور ”الكازيف” بسيدي فرج بعروض دامت قرابة الساعتين، مقدّمة أبرز وأروع العروض الفنية الروسية وأحد كنوزها العالمية، المنوعة بين العزف والغناء التقليدي والعسكري وكذا التراثي، دون أن يخرج في بعض الأحيان عن إطار المزح والفكاهة من خلال رسم كاريكاتوري صنعه الفنانون في رقصات شعبية على الركح رافقتها ابتسامات عريضة. كسرّ الجوق الروسي الأحمر الذي اعتلى المنصّة، أول أمس، لأوّل مرّة في إطار عروضه التي تمتد إلى غاية سهرة اليوم، بمسرح الهواء الطلق بسيدي فرج بالعاصمة، بقيادة الجنرال فيكتور يلييسيف، والمكون من حوالي 80 عضوا بين مغن وموسيقي وراقص نساء ورجال، حين أحيا سهرة فنية خاصة تندرج ضمن سهرات الكازيف الصيفية التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بمناسبة خمسينية الإستقلال، للوهلة الأولى حاجز الصمت بينه وبين الجمهور حينما عزف النشيدين الوطنيين الروسي والجزائري الذي كان باللغة العربية بجرأة وثقة كبيرتين عبّرت عن تلاحم الشعبين الروسي والجزائري، وكذا أداؤه ل”كاتيوشا” و”بيلا تشاو”، رافقتها رقصات روسية نابعة من جبال القوقاز كانت أهّم ما ميزّ الحفل، الذي تم بحضور عدد كبيرة من أفراد الجالية الروسية بالجزائر وتمثيل رسمي جزائري محتشم تمثل في وزيرة الثقافة خليدة تومي، ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة. العروض التي تلتها تعبر عن المكانة المهمة التي يتمتع بها جوق الجيش الأحمر الروسي والوقع العذب والقوي في آن واحد، الذي يتركه على المستمعين، فكان من بين ما أدته الفرقة تقديم موسيقى شعبية روسية تقليدية وأناشيد الحرب الوطنية والأنغام الكلاسيكية الأكثر شهرة ورواجا في العالم، حملت معها أحيانا جوا حزينا جسدته استعراضات عسكرية باللباس العسكري الرسمي، وأحيانا أخرى صورت لحظات من الفكاهة والسخرية تشبه كثيرا لحظات النشوة بعد الانتصار في الحرب. كما سافرت من جهة أخرى بالجمهور الجزائري الذي لم يتعود سابقا على هذا اللون الموسيقي في رحاب التاريخ العريق لروسيا، ورقصات أبنائها التي تعكس مختلف ثقافات روسيا وترجمت حب الوطن وعشق المرأة والشجاعة في الحروب والحنين للأهل وجمال الطبيعة وغيرها. في السياق استطاع الجوق أن يخطف القلوب بعزف رباعي على آلات موسيقية مختلفة لرائعة الشاب خالد ”سي لافي”، وما عبرت عنه الفنانة الروسية نتاليا غوركاتسكايا لمّا غنّت أغنية ”شهلة لعياني” باللهجة الجزائرية، تعبيرا منها عن حب الجزائر بكل ما تحمله من ثراء وتنوع، حيث صفق لها الحاضرون بقوة في مدرجات الكازيف. يذكر أنّ الجوق الأحمر الروسي التابع لوزارة الداخلية الروسية تأسس بموسكو عام1973، يضم اليوم 240 عضوا، ويعد أكبر مجموعة فنية عسكرية في روسيا، فقد سبق له أن أقام عدة عروض بعديد البلدان على غرار اليابان، استراليا، الصين، تركيا، سويسرا، الشيلي وغيرها.