صدر حديثا بالجزائر ديوان شعري للشاعرة الجزائرية، سليمة مليزي، والشاعر السوري معتز أبو خليل، بصيغة المثنى وسمياه ب”رماد الروح”. وعبر صفحات الكتاب التي قاربت ال 80 صفحة، حاول الشاعران أن ينقلا القارئ إلى عوالم الحرف الجميل من خلال نصوص شعرية تسللت إلى روحين تمتدان في جغرافية لا تحدها الكلمات، وقد قام الشاعر المغربي إدريس زايديبتقديم هذا الديوان حيث قال بأن الشعر كان ولا يزال في جسد الوطن العربي قصيدة تترصد مواجع العربي في انحدارها وصعودها تعبيرا عن قيم الإنسان المعلقة بين الأرض والسماء. ونوه الشاعر في مقدمة الديوان إلى أن أبو خليل شاعر يصنع عشق الوطن من خلال نصوصه، فيما تلتقط الشاعرة سليمة مليزي وجع المسافات حنينا لأزمة الحب، حيث تشعل فوانيسها، وتبحث عن مواطن الإحساس بالخلود، تراود لغة المجازات نحو لغة الشعر، فتسبح في ملكوت الذات، وقد حاولت الشاعرة أن تصهر رحلتها في رحلة الشاعر معتز، وكأن الشعر سفر بلا تذكرة عبر مسافات الروح، وتتفاعل القصيدة لتصنع خصوصيتها النابعة من عمق النظر لتحول الأشياء من حولها إلى لوحة من حنين، فهي لا تكتب في نصوصها إلا لتعلن أن الحياة كفاح وفعل إنساني يؤسسهما الشعور باحتراق الذات حين تسأل عن معنى الحياة والوجود بلا شعر. هذا وقد شمل الديوان على عدد من القصائد التي تعبر عن هذه الحالة من بينها ”من يأخذني إلى النور”، ”حزن ينتفض له القلب”، ”حيرة”، ”احتراق”، ”انتحار الياسمين”، ”مواسم وجع”، ”وطن يبتعد”، ”أيها القدر”، ”أنات جسد”، ”إليك فقط”، ”عناقيد الفرح”، ”صمت أصفر”، ”فوانيس الحب”، ”زخم السنين”، ”شفاه ترابية”، ”مسافة أخرى”، ”عز الصبا” وغيرها من القصائد التي رفعها هذان الشاعران إلى الثورات العربية وما أحدثته من تغيرات في خارطة الذات العربية.