قال المنسق الوطني لحركة التقويم والتأصيل، عبد الكريم عبادة، في حديث هاتفي ل”الفجر”، إن الأطراف التي تستعجل عقد دورة اللجنة المركزية للأفالان، تسعى لوضع، عمار سعيداني، على رأس الأمانة العامة، وهو أمر ”لا نعارضه من حيث مبدأ الترشح، لكننا نعترض على الطريقة، لأن الوضع غير مناسب لعقد دورة الجنة المركزية”، وهو ما يعني أن الأمين العام القادم للأفالان، سيعكس لا محالة، ملامح مرشح السلطة لرئاسيات 2014. وقال، أمس، عبد الكريم عبادة، إنه لا يوجد حتى الآن أي موعد محدد لعقد دورة اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، ونفى أن تكون هناك أطراف داخل الأفالان على علم بأي موعد، مكتفيا بالقول إن ”الظروف القادمة هي التي تحدد موعد الدورة”، وتابع بأنه متى يكون المناخ مناسب والمناضلين مستعدين، سيعقد الاجتماع، ”خاصة وأن الرئاسيات محور هام، لن يكون الأفالان في منأى عن المشاركة في حراكه مثلما كان ولا يزال دائما”، مضيفا أن الترشحيات لمنصب الأمانة العامة، ليس مشكلا في حد ذاته، لأن هذه أمور متحكم فيها من خلال لجنة الترشيحات التي ستشكل خلال عقد الدورة القادمة للجنة المركزية للحزب، والتي ستضم ممثلين عن المترشحين. من جهة أخرى، أرجات لجنة الوفاء، الموالية للأمين العام السابق للأفالان، عبد العزيز بلخادم، والتي تشكلت أساسا لدعم ترشحه، الفصل في تاريخ الدورة، وتعكف حاليا على تحضير الأرضية لبلخادم، حيث قال ممثلها حكيم ستوان، في تصريح ل”الفجر”، إن هناك تسارعا كبيرا في جمع الدعم لمرشحهم، لكن ”الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الذي هو الرئيس الشرفي للحزب، لا تسمح لنا بعقد الدورة حاليا”. أما الجناح الموالي لعمار سعيداني، فهو الطرف الوحيد من ضمن الثلاثة الذي يريد عقد الدورة في أقرب الآجال، ثم الاستثمار في المرشح الذي تراه أو تقدر أنه مناسب في رئاسيات 2014، ويظهر ضمن هذه المجموعة نواب من المجلس الشعبي الوطني، وفي مقدمتهم رئيس السابق للكتلة البرلمانية، محمد جميعي، فضلا عن مناضلين آخرين التحقوا بتيار الدعم، لأنهم يرون في سعيداني المرشح الأكبر حظا وسط المترشحين. واستنادا إلى تحليلات متطابقة من داخل الأفالان، فإن المؤكد أن مرشح السلطة المحتمل للرئاسيات، هو الذي سيحدد الأمين العام القادم للحزب، فإذا كان مرشح السلطة، علي بن فليس أو مولود حمروش، فإن الأمانة العامة ستكون بين عبد الكريم عبادة، رشيد بوكرزازة، كريم يونس وغيرهم من المناضلين الذين لن يجدوا إشكالا في عقد تحالفات. أما إذا كان مرشح الرئاسيات مستقل كأحمد بن بيتور، أو شخصية أخرى ستكشف عنها الأيام القادمة، فإن موازين القوى ستتغير داخل الأفالان، وسيكون الأمين العام القادم أقرب لتيار التجديد. وفيما يتصل ببلخادم، فإن حظوظ عودته على رأس الحزب وأمانتها العامة ضعيفة جدا، خاصة وأن رئيس الجمهورية لن يترشح لعهدة رابعة مثلما جاء على لسانه من سطيف، حين قال إن ”جناني طاب”، وفي حسب ذات المصادر، فإن التجربة التي مر بها الأفالان خلال سنة 2004، يرفض تكرارها الجميع، وهم لا يريدون دخول استحقاقات 2014 بصفوف منشقة أو مشتتة. أما التيار الذي يدعم ترشح عمار سعيداني، فيريد كسب الوقت والاستثمار في الفراغ الذي يخيم على الوضع داخل بيت الأفالان. وتبقى الأوضاع داخل بيت الأفالان مربوطة مباشرة بالضبابية التي تشوب وضع الرئاسيات القادمة، حيث أنه وبمجرد ظهور مؤشرات حول مرشح السلطة، سيعقد الحزب دورته ويكون أمينه العام الداعم رقم واحد.