هي بداية شهر رمضان المعظم.. بدأت المحلات العربية في بروكسل تتزين لتقديم المأكولات الرمضانية لزبائنها في هذا الشهر الكريم، وتتمثل في مختلف الحلويات التي يستهلكها الصائم بالإضافة إلى المواد التي يحتاجها المسلم لتحضير فطور رمضان من شربة أو حريرة لدى المغاربة، ولحوم حلال بمختلف أنواعها إلى الديول و غير ذلك.. وضمن هذه المواد التي يكثر عليها الطالب امتلأت الكثير من المحلات العربية في بروكسل بكميات هائلة، بل أطنان من دڤلة نور معروضة في جميع المحلات التي يتوجه إليها الصائم المسلم لشراء ما يحتاجه. وضمن جولتنا في مختلف بلدات العاصمة الأوروبية بروكسل للتعرف على هذه التحضيرات الرمضانية، واجهتنا قناطير دڤلة نور ”التونسية” معروضة على رفوف وواجهات المحلات.. هل دقلة نور تونسية؟ سؤال طرحناه على عدد من التجار، والإجابة كانت واضحة الجميع.. الكل يعلم أن منتوج دڤلة نور جزائري، ولكنهم لا يدركون كيف ولماذا تحولت في السنوات الأخيرة إلى منتوج تونسي يباع في جميع البلدان الأوروبية وفي العالم على أنه منتوج تونسي. ورغم أن المشكلة طرحت مرات ومرات على السلطات الجزائرية التي أفقدت البلد شهرة في هذا المجال لتأخذها تونس على حسابنا. كما أقنعت في السابق الكثير من الغربيين أن القديس أوغستين المولود في مدينة سوق أهراس أنه تونسي، وكم من مرة أذيع هذا الخبر في التلفزيون التونسي الرسمي دون أن تشعر السلطات الجزائرية بأي حرج يذكر وتصحح الوضع أو تحتج على ذلك. فالجهد والكد والعمل لإنتاج هذا المحصول يتحمله الجزائريين، والشهرة والعملة الصعبة للتونسيين.. معادلة يستغبى فيها الجزائر كالعادة، والذي لا يفهم ماذا تعمل السلطات إذا لم تنتبه لمثل هذه الامور ولأهميتها في صنع صورة للبلد. محل باب الوادي في قلب العاصمة الأوروبية بروكسل، والذي يملكه أحد الجزائريين، سيتحول بعد أيام إلى مقصد حقيقي للجزائريين الصائمين لشراء قلب اللوز ومختلف الحلويات الجزائرية التي يريدونها، وهذا الجزائري اختار اسما جزائريا للمحل.. مواطن يعتز ببلده حقا ويروج له قدر المستطاع.