ناقش، صباح أول أمس، الطالب رزيق بوزغاية أطروحة دكتورة العلوم في اللغويات موسومة ب” قيام الساعة في القرآن الكريم - مدلولية النص ومرجعيته” تحت إشراف الدكتور المختص في اللسانيات الأستاذ صالح خديش، وذلك بكلية اللغات قسم اللغة العربية وآدابها جامعة قسنطينة 1، وترأس المناقشة عميد كلية اللغات الأستاذ حسن كاتب غلى جانب البروفيسور عبد الله بوخلخال والدكتور يحي بعيطيش من والدكتور بلقاسم ليبارير، وحاز من خلالها على دكتورة العلوم في اللغويات بتقدير مشرف جدا. وتتناولُ هذه الدراسةُ بالتَّحليل ظاهرتيْ المدلولية والمرجعيّة في نُصوص قيام السّاعة من القرآن الكريم، هادفةً بذلك إلى توصيفِ آليَّات إنتاج المعنى في تلك النُّصوص الغيبيّة ومسارِ تأويلِها، كما تهدفُ إلى بيانِ دورِ المرجعيَّة في تفسير تَشَكُّل المعنى. ولأن الدراسات السابقة لم تحتف بهاتين الظاهرتين إلا في إطار المقاربات السيميائية والملفوظية على التوالي؛ فإنه لا مناص من الاستعانة بالأدوات المعرفية لهذين الاتجاهين في مقاربة الموضوع المقترح، يُذكر منها على سبيل التمثيل دراسة المدلولية الشعرية عند ريفاتير، وآليات الإحالة عند إميل بنفنيست. يتمحور بحثُ المدلولية والمرجعيّة حول سؤالين جوهريّين مفادهما على التوالي: كيف ينتجُ نصٌّ غيبيٌّ يعبِّرُ عن حقائق غير مألوفةٍ المعنى؟ وما علاقة النصّ عندئذٍ بالواقع والحقيقة؟ يستدعي السؤال الأوّلُ الاستعانةَ بقانون تشاكل الخطاب لمعرفة وسائل بناء المدلولية وتجليّاتها في نصوص قيام الساعة، ويقترح السؤال الثاني دراسة البُعد المرجعيّ لتلك النصوص وكيفيَّة إحالتِها إلى الواقع وتعبيرِها عن الحقيقة، يظهر من خلال الدراسة والتحليل أنّ إنتاج المعنى مَنُوطٌ بانسجام القضايا في النصّ، ويتحقَّق هذا بإدراك تناظر الفروع الغيبيّة والمرجعيّة في ثنايا النص الواحد. ويوظِّف النصُّ أربعة وسائل لبيان المعنى في ذلك الموضوع هي: التماسك التداولي بين النص والسياق غير اللغويّ، والبنية اللغويةّ للنصّ، والامتدادُ السيميائي الذي يجمع العلامات اللغوية في القرآن مع العلامات الكونية والثقافية خارج النصّ، والتناصُّ الظاهر في توظيف نصوصٍ سابقة من القرآن لقراءة نصوصٍ حاضرة.