أكدّ المخرج المسرحي جمال قرمي بأنّ مختلف الأعمال الدرامية التلفزيونية والفكاهية التي تقدم في رمضان الجاري تفتقر إلى سيناريو وحبكة فنية قوية، عدا بعضها التي تم تناولها بشكل صحيح سواء في الموضوع أو في عملية الطرح. وأرجع تراجع مستواها إلى ثلة من العوائق التي أصبحت ظاهرة في الإنتاج التلفزيوني الجزائري ومنها تغييب المتخصصين والاعتماد على دخيلي المهنة. قال الممثل والمخرج المسرحي جمال قرمي بأنّ المتابع للحركة الإنتاجية والدرامية التي يتم تقديمها على مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية العمومية والخاصة تسير بشكل ارتجالي بسبب غياب فنانين وممثلين حقيقيين يتقنون الأداء ومعالجة الموضوع، وأنّه لا يعرف كيف تم انتقاؤهم للمشاركة في عمل معين، ناهيك عن السيناريو الضعيف الذي طغى على مجمل الأعمال الدرامية والسلسلات الفكاهية، حيث تميزت بالسذاجة والضعف. ويؤكد قرمي في السياق ذاته بأنّه آن الأوان لترك المجال وفتح الباب أمام الطاقات والمواهب الشابة، سواء تعلق الأمر بالممثلين أو المخرجين والابتعاد قدر الإمكان عن ثقافة ”السوسيال” التي تتكرر عبرها نفس الوجوه ونفس المواضيع دون جديد أو تقديم إضافة تذكر على مستوى الشكل أو المضمون، مشيرا في السياق بأنّ الخلل يكمن في تهميش أبناء المهنة وأولي الاختصاص الذين غيبوا وأبعدوا من الساحة، حيث بقيت دائرة الإنتاج التلفزيوني والدرامي في الجزائر مقتصرة على أسماء معروفة لا تمت بصلة لهذا المجال وبتواطؤ من بعض الفنانين الذين لا يهمهم ذوق الجمهور، واصفا إيّاهم ب”السماسرة والانتهازيين الذين طغى عليهم الجهل ولا يهم إلا الربح على حساب الذوق والثقافة والإنتاج الجيد. داعيا في الصدد ذاته إلى ضرورة محاسبة هؤلاء باعتبار على أي أساس دخلوا القطاع وبأي مقياس يختار السيناريو والممثل والمخرج أو حتى المنتجين المنفذين وهو ما أفرز على حد تعبيره عدم الوصل إلى تحقيق ذوق راقي ورائع في آن واحد للجمهور الجزائري. وفي سياق ذي صلة اعتبر المتحدث قرمي بأنّ انعدام مشروع ثقافي أو سياسة ثقافية في البلاد جعلت القائمين على البرامج والمشاركين فيها يعتمدون على الارتجال في تقديمها بدون مقاييس أو معايير تحدد هدفها ونتيجتها، قائلا ”حتى الحصص الخاصة المنوعة لا تخرج عن كلام الشارع دون نسيان المدعوين والمنشطين والكل يتشارك مسؤولية هذا النقص والتراجع والخلل الموجود. بالمقابل يرى المتحدث بأنّ السبيل الوحيد للخروج من هذه المشكلة هو الدخول ضمن صناعة تلفزيونية بوقف تدعيم الأعمال المنتجة ومنح الفرصة للشباب المبدع من أجل أن يبرز ويثبت قدراته، لاسيما الموهوبين والمكونين منهم، بالإضافة إلى محاولة الاستنجاد برجال الأعمال في الإنتاج التلفزيوني وهذا ما سيقدم إضافة جديدة ونوعية فيما يتعلق بالصناعة التلفزيونية.