ال الرئيس السوري بشار الأسد أن حل أزمة بلاده لن يتحقق إلا بمواجهة الإرهاب والتمسك بخيار المواجهة والضرب بيد من حديد، داعيا جميع السوريين إلى دعم القوات النظامية في حربها ضد المعارضة، فيما أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس استخدام النظام السوري صواريخ ”بالستية” ذاتية الدفع ضد مقاتلي المعارضة ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين منهم الأطفال. وصف الأسد خلال خطاب ألقاه في استضافته إفطارا مساء أمس الأول بأحد القصور الرئاسية بدمشق، الحرب التي يقودها ضد المعارضة بأنها حرب شعبية طالب مشاركة كل السوريين إلى جانب الجيش لحسم المعركة خلال أشهر، وترك الأسد المجال مفتوحا أمام الخيار السلمي لكنه بالمقابل اعتبر المعارضة لا دور لها في حل الأزمة، مشددا على تلازم مساري السياسة والمعارك العسكرية لمواجهة معارضيه وأضاف الرئيس السوري أن حسم المعركة تقرره ميادين المعارك رافضا التفاوض مع من وصفهم بالجماعات الإرهابية، وجاء خطاب الأسد بعد تحقيق قواته النظامية اختراقات ميدانية خلال الشهرين الماضيين في محافظة حمص وسط مدعومة بعناصر من حزب الله وقوات الدفاع الوطني السورية التي تشكلت من أفراد دربوا على حرب الشوارع، معتبرا أن قواته تمكنت من تحقيق ما يشبه المستحيل خلال العامين الماضيين. من جهتها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش بعد تحقيق شمل تسعة صواريخ أطلقت بين شهري فيفري وجويلية، وأكدت المنظمة التي زارت 7 من 9 مواقع مشار إليها في سوريا أن تلك الصواريخ قتلت ما لا يقل عن 215 شخصا بينهم 100 طفل، وطالبت ووتش القادة العسكريين بالامتناع عن استخدام الصواريخ الذاتية الدفع في المناطق التي يقطنها مدنيون، محذرة من تكرار استخدام السلاح المحظور الذي لا يميز بين المقاتلين والمدنيين ويعد انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان الدولية. على صعيد آخر تتواصل المعارك بين النظام والحر حيث هز انفجار قوي أمس منطقة كراجات العباسيين بالعاصمة السورية دمشق التي تتعرض لحملة أمنية وعسكرية عنيفة منذ أشهر أوقعت عشرات القتلى والجرحى، كما عاد ريف اللاذقية إلى واجهة الأحداث السورية، وعرفت مدينة كراجات العباسيين اشتباكات تعد الأعنف على الإطلاق منذ اندلاع الحرب الأهلية واشتداد المعارك بالمنطقة لأول مرة شهر جوان سنة 2012، وتعد المدينة من المناطق الهامة في البلاد التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها لموقعها ما بين القابون، ساحة العباسيين ثاني أكبر ساحة في دمشق بعد ساحة الأمويين التي تسيطر عليها القوات الحكومية، كما يتواصل القتال على جبهات أخرى، فبمحافظة اللاذقية غربي البلاد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 30 شخصا في اشتباكات بين القوات السورية ومعارضين مسلحين في ريف المنطقة بمعركة أطلق عليها مسلحو المعارضة اسم ”تحرير الساحل السوري”، كما عرفت إدلب قصفا بالطيران المروحي استخدمت فيها البراميل المتفجرة استهدف بلدات كفرلاته، سرجة وكنصفرة تزامنت مع اشتباكات عنيفة فجر أمس بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب المعارضة في محيط وادي الضيف الذي يشهد منذ يومين مواجهات متقطعة بين الجانبين، كما مدينة كراجات العباسيين حالة استنفار قصوى داخل مستشفياتها التي استقبلت أعدادا كبيرة من القتلى والمصابين جلهم من المدنيين تجاوز عدد الضحايا العشرين معظمهم من الأطفال.