لا يزال الهجوم الذي استهدف مدنيين قرب ريف دمشق يثير الكثير من الجدل، وطالبت روسيا أمس من المعارضة السورية ضمان تأمين شامل لفريق التحقيق الأممي من أجل دخول بعثة العمل إلى منطقة وقوع الهجوم المحتمل بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق، فيما كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن استكمال التحضيرات لمؤتمر ”جنيف 2” ولم يبقى سوى تأكيد المشاركة السورية من الطرفين. أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المعارضة السورية يجب أن تضمن دخول آمن للمحققين الأمميين إلى منطقة وقوع الهجوم المحتمل بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس أن لافروف أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري، وأشار البيان إلى أن الجانبين أكدا أهمية إجراء تحقيق موضوعي في حادث استخدام السلاح الكيميائي المحتمل في ريف دمشق قبل يومين، وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو دعت دمشق إلى التعاون مع الخبراء الأمميين، وأضافت أن موسكو تتوقع من المعارضة السورية القيام بخطوات بناءة من أجل عقد مؤتمر ”جنيف 2” الدولي حول تسوية الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن. وهو ما دفع مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس إلى القول أن محادثات السلام السورية ملحة، وقالت خولة مطر المتحدثة باسم مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة أن الإبراهيمي يرى ضرورة الهجوم الكيماوي المزعوم يسرع الإعداد لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف، وأضافت أن التصعيد الأخير في دمشق يجب أن يبرز الحاجة الملحة لعقد ”جنيف 2” والمضي قدما في الخيار السياسي، ”جنيف 2 ” الذي أكد أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي استكمال الاستعدادات الفنية واللوجستية لعقده بعد إتمام تسوية كافة القضايا الفنية واللوجستية لجمع الأطراف المتنازعة حول مؤتمر السلام الدولي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا يرهنها سوى استعداد السلطات السورية والمعارضة للمشاركة فيه. وقال كي مون أن المسألة الآن مسألة وقت ونجتهد لعقده في أقرب وقت، كما حذر الأمين العام بعواقب جسيمة في حال ثبوت استخدام الكيميائي في سوريا باعتبارها جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن أنجيلا كين مفوضة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح ستتوجه إلى دمشق في أسرع وقت ممكن لإقناع طرفي النزاع بضرورة إجراء تحقيق عاجل في الموضوع. وكانت روسيا قد أعلنت أمس الأول أن المعارضة السورية لم تتمكن حتى الآن من تغيير الوضع الميداني لصالحها وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش عن تدفق المرتزقة الأجانب للقتال في سوريا وصل إلى المستوى الذي شهده العراق في الفترة بين عامي 2005 و2007، معتبرا أن ذلك لم يغير الوضع لصالح المعارضة وأن القوات الحكومية لا تزال تتحكم بالوضع في ريف دمشق، وأكد الدبلوماسي الروسي أن المرتزقة الأجانب يحاولون إرهاب السكان العلويين والأكراد السوريين من خلال أعمال القتل الجماعي، مشيرا إلى اغتصاب أكثر من 100 امرأة في جبل الأكراد ما دفع إلى هروب الآلاف من الأكراد من شمال شرق سوريا إلى كردستان العراق بسبب أعمال العنف.