فتح المخرج المسرحي لحسن بتقة، رئيس فرقة ”الرسالة” للمسرح، النار على السلطات المحلية لولاية لمسيلة بعدم النظر في شؤون الفن الرابع وما يتخبط فيه من مشاكل عويصة لم تسمح له بالتقدم والبروز مع إهمال تام للإنشغالات التي يطرحونها دوما ولم تلق أذانا صاغية، وطالب بضرورة إنجاز مسرح جهوي يحتضن الفنان المسرحي ومختلف التظاهرات المسرحية. قال رئيس فرقة ” الرسالة ”للمسرح لمدينة المسيلة، لحسن بتقة بأنّ مدينته التي تنمي إلى مناطق الجنوب أنجبت مثل باقي المدن الصحراوية ومدن الشمال ولو بشكل قليل فرقا مسرحية عريقة، واكبت الحركية المسرحية بالجزائر منذ بدايتها إبّان الاستعمار الفرنسي ومنها فرقة قديمة بولايته ارتبطت بأبرز الأسماء وقتها من مخرجين وممثلين وكتاب نصوص مساهمين في إحيائها كلّ مرّة، لكن ضعف الإمكانيات المادية حال دون أن تحقق هدفها وبالتالي زالت من المشهد المسرحي الجزائري أنذاك وبعده بسنوات. وأضاف المتحدث بتقة في حديث جمعه ب ”الفجر” على هامش عرض مسرحيته، ”ليلة الحجاج الأخيرة”، أوّل، أمس، بمسرح الموجة بمستغانم في إطار فعاليات الطبعة ال46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة، بأنّ غياب كلي لجو عمل ملائم من إمكانيات مادية وانعدام قاعات العرض المسرحي بشكل عام في الجزائر وولايات الجنوب بصفة خاصة لعب دورا سلبيا في تراجعها أحيانا وزوالها أحيانا أخرى. وفي السياق أعاب المخرج لحسن بتقة مهمة القائمين على المراكز الثقافية بمدينته في عدم تفعيلها والاهتمام بها قائلا ” توجد هناك دور للشباب ولكن لما نذهب إلى دور الشباب أو المراكز الثقافية تجدها تفتقر إلى أدنى شروط العمل سواء قاعة عرض أو الخشبة وإن وجدت فإنّها لا ترق لأن تكون مكانا صالحا ومناسبا لأداء العروض وإجراء التدريبات”، واستغل محدثنا المناسبة ووجه رسالة للمسؤولين على القطاع الثقافي بضرورة بعث الحركية المسرحية من خلال إنجاز بالدرجة الأولى مسرح جهوي لطالما حلم به سكان المنطقة والفاعلون في الفن الرابع منذ سنوات طويلة. بالمقابل يؤكد بتقة بأنّ فرقته ”الرسالة” استطاعت أن تمثل مسرح الجنوب والمسرح الجزار بشكل عام أحسن تمثيل في مختلف الفعاليات الثقافية بدليل تواجدها ضمن 12 فرقة مسرحية تتنافس طوال هذا الأسبوع على جوائز ولد عبد الرحمان كاكي لمهرجان مسرح الهواة. يذكر أنّ مسرحية ”ليلة الحجاج الأخيرة” تتناول إلى الحكم المستبد والتسلط في من خلال شخصية الحجاج بن يوسف الثقافي الذي كان يحكم العراق، غير أنّها إسقاط على الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي والإسلامي التي حكمت شعوبها بيد من حديد دون رأفة. حيث لمح إلى موجة التغيير التي طالت هذه الحكومات مع إبراز للإيجابيات من خلال الفتوحات التي قام بها الحجاج، بينما جانبه السلبي كون فترة حكمة عرفت إزهاقا منه لأرواح المسلمين الذين يرى بأنّهم يعارضوه.