تعاملت مع نجوم هوليود لإضفاء صبغة احترافية للعمل انتقد المخرج رشيد بوشارب، دور الدولة الجزائرية في عدم تمويل معظم أفلامه سوى عمله الجديد المستمد من نص الروائي ياسمينة خضرا الذي ينتظر تقديم عرضه الشرفي السنة المقبلة بالجزائر، بعنوان ”طريق العدو”، رغم أنّه جسد الجزائر في عدة أفلام. وبلغت تكلفة ”طريق العدو” الذي أخرج الجزائر من دائرة حساباته ولو بالإشارة سواء من حيث القصة أو تواجد الممثلين، لحد الآن 40 مليون دولار منها تمويل وزرة الثقافة بنسبة 50 بالمائة. صرّح المخرج رشيد بوشارب، خلال اللقاء الخاص الذي نشطه، أمس، بفيلا عبد اللطيف، بالعاصمة، حول فيلمه الذي يوشك على الانتهاء منه بعنوان ”طريق العدو”، والممول من طرف وزارة الثقافة بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بنسبة 50 بالمائة. أنّ قصة العمل ليست عن الجزائر ولا يشارك في أداء أدوارها ممثلين جزائريين بسبب اعتماده على ثلة من نجوم السينما الأمريكية المحترفين بهدف إعطاءه احترافية مميزة. هذا وبلغت تكلفة الفيلم لحد الساعة باعتبار أنّه لم ينته منه بعد 40 مليون دولار أمريكي تشمل جوانب كافة المصاريف في الديكور، مناطق التصوير وغيرها. وأضاف المخرج الذي اعتمد على تمويل بلاده وأخرج الجزائر من دائرة حساباته واهتمامه في هذا العمل بأنّه لم يستدع جزائريين للمشاركة فيه لأنّه لا يريد المغامرة في فيلم مثل هذا الحجم، سوى أنّه يريد تقاسم ثقافته وتاريخه كمسلم وإفريقي مع ممثلين أمريكيين في محاولة منه لإبراز الصورة الحقيقية عن الإسلام والمهاجرين الأفارقة من خلالهم قائلا” الجميل في هذه المغامرة هو العمل مع ممثلين نجوم، كما أنّ القوانين الاقتصادية الحرة والوقت تعطيك رغبة أكبر لإنتاج عمل بهذا الحجم والقيمة”. وأشار المتحدث بأنّه يرغب في تقاسم بعض التجارب مع الجزائر التي لم تنتج أفلامه كما قال، لاسيما الأمور التقنية والفنية التي اكتسبها مع أصدقاءه في تصوير أفلام بآسيا وأحدها فيلم مع يوسف صحراوي عن حرب الفيتنام، بقوله ”ولهذا أجد معنى لعملي”. واعتبر أنّ عدم وجود ممثلين جزائريين أو قصة تتحدث عن الجزائر وتاريخها أو واقعها لا يدل على أنّه لا يحملها في قلبه أو يجسدها في أعماله بل يقدمها للعالم من خلال مشاركاته في مهرجانات عالمية على غرار ”الأوسكار” بأمريكا و”كان” بفرنسا، بدليل حضور فيلمه ”الخارجون عن القانون” بفعالياتهما والذي استطاع أن يجذب نجوم هوليود ويدفعهم للتعاون معي بعد حيازته على أوسكار أحسن فيلم أجنبي، كما يعتبر إشهار للجزائر أيضا. من جهة أخرى كشف بوشارب عن تحضيره لفيلم أخر من نص ياسمينة خضرا كذلك، لم يفصح عن عنوانه، ينتظر تصويره في كوبا ويعد ثاني تعاون مع صاحب رواية ”فضل الليل على النهار” ياسمينة خضرا. يذكر أنّ ”طريق العدو” الذي يهدف إلى تصحيح نظرة الغرب تجاه الإسلام والمهاجرين العرب والأفارقة، عبارة عن فيلم بوليسي يتناول قصة سجين إفريقي أمريكي يقبع في السجن مدة 18 سنة، وبعد خروجه يحاول أن يجد طريقة للحياة والعيش، لكن يجد طرقا مختلفة وصعبة، وبالتالي يسعى الإسلام لإدماجه في المجتمع غير أنّ ذلك تقابله صعوبات جمة. على صعيد أخر دعا بوشارب السينمائيين الجزائريين إلى توسيع أفكار عملهم والخروج من تناول الأحداث الجزائرية والمحلية فقط، بل توسيعها ضرورة واجبه من خلال إنتاج أفلام تواكب الحركية التي تحدث في العالم اليوم وخاصة مجريات الربيع العربي، فإنتاج فيلم عن الحرب في سوريا مهم. موضحا في الإطار ذاته أنّ واقع صناعة السينما في الجزائر ما زال بعيدا مقارنة بدول الجوار وأوروبا وأمريكا، انطلاقا من انعدام قاعات عرض، كتّاب سيناريو، صناع الديكور وفناني التصميم وغيرهم وانعدام مراكز تصوير مثل القدر التي هي عليه بتونس والمغرب. وهذا ما دفعه إلى تصوير ”الخارجون عن القانون” في تونس. كما حث الجمهور ومختلف فئات المجتمع على المشاركة في صناعة سينما جزائرية تكون قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا إلى جانب الفاعلين فيها. بالإضافة تدعيم الأعمال والشباب المبدع في عالم الفن السابع والتي قال عنها أنّها جدّ ضرورية.