كشف المخرج رشيد بوشارب عن مشروع سينمائي جديد، كلف بكتابة نصه الأديب الجزائري ياسمينة خضرا، وتحفظ بوشارب عن ذكر عنوان الفيلم، لكنه قال: "هو فيلم بوليسي سيتم تصويره في كوبا". تحدث بوشارب، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس، بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف بالعاصمة، عن آخر فيلم له الموسوم ب«إنمي واي”، والذي من المقرر أن يكون العرض الأول له في الجزائر مطلع السنة الجارية بحضور أبطال الفيلم. أبدى المخرج بوشارب كثيرا من الحب وهو يتحدث عن الجزائر، حيث قال: “معظم الأفلام التي قمت بها لم تموّلها الجهات الرسمية الجزائرية”، حيث ومن بين 10 أفلام أنتجها كان نصيب الجزائر في التمويل 3 منها، وهي الأفلام التي شاركت في مهرجاني برلين وكان: “كنت أحرص على أن يكون تمثيلها العالمي مرتبط بالجزائر”. وتناول بوشارب تجربته الفنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي استقر بها بعد أن هاجر فرنسا بعد الهجوم الذي تعرض له من قِبل اليمين الفرنسي المتطرف وبعض الأوساط الفنية الفرنسية له، والتي اتهمته بالنبش في تاريخ فرنسا الكولونيالي بسبب فيلمه “الخارجون على القانون”، وقال بوشارب: “أهدف إلى فتح النقاش حول نظرة الغرب للإسلام”. وعن فيلم “إنمي واي”، الذي يعتبر الجزء الثاني من ثلاثيته الخاصة برؤية العالم الإسلامي والعربي من قِبل الولاياتالمتحدة، فقد تم تصويره في ضواحي نيو مكسيكوالأمريكية، وساهم في كتابته الكاتب أولييفه لوريل والروائي الجزائر ياسمينة خضرا، بما يعكس قناعة بوشارب العميقة بأعمال صاحب “فضل الليل على النهار”. وتدور أحداث الفيلم المصنّف ضمن الأفلام البوليسية حول حكاية سجين أمريكي أسود يدعى غارنيت يطلق سراحه من السجن بعد 18 سنة، فيقرر اعتناق الإسلام، ويؤدي دور البطولة الممثل الأمريكي الكبير فوريست وتكر، ويعالج الفيلم فكرة اندماج المسلمين في الولاياتالمتحدة. في سياق آخر، تحدث بوشارب بكثير من “الأسى” عن واقع وظروف الإنتاج السينمائي في الجزائر “غير المحفزة”، كما أوضح بوشارب: “نضطر للعمل في تونس والمغرب، لأنه لا يوجد إمكانيات تقنية وأستوديوهات وفنانين في الديكور”، وأضاف في معرض حديثه عن تدهور المشهد السينمائي في الجزائر السنوات الأخيرة: “قبل سنوات التسعينيات كان هناك في الجزائر مؤسسات تقدّم أحسن الخدمات في مجال السينما، لكن الآن لا يوجد شيء”. وفي هذا الإطار، أوضح مخرج فيلم “الخارجون على القانون” أن وصول الأفلام إلى الجمهور جزء من نجاح الفيلم “يجب مشاركة الجمهور في الفيلم من خلال الاهتمام بعرض الأفلام في القاعات” . وأكد من جهته، مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، مصطفى أوريف، أن أزمة قاعات السينما في الجزائر تبقى هاجسا كبيرا يؤرق الإنتاج، فحتى القاعات الموجودة لا ترقى إلى المستوى العالمي ولا تتمتع بالمعايير التي تضمن عرض الأفلام العالمية، كما أوضح مدير الوكالة: “المهم هو نوعية العمل”. وعن تمويل المؤسسة التابعة لوزارة الثقافة لمشاريع الأفلام، فقد أوضح السيد أويف أن الدعم المالي مرتبط بحجم الخدمة الترويجية الذي سيقدّمها العمل لاسم الجزائر، كما قال: “المهم ترويج اسم الجزائر”.