المخرج رشيد بوشارب أحلم بتشكيل فريق مغاربي ينافس في المونديال السينمائي لم يكن من السهل الانفراد بتصريحات خاصة من المخرج رشيد بوشارب في ظل التواجد الإعلامي الكبير، فمر لقاء الشروق معه بعدة فضاءات، سؤال في رواق قاعة الموقار وآخر خلال حصة التصوير في المدخل وأسئلة جانبية كلما شاهدناه وحده وأخرى في حضور الزملاء، لأن المهم عندنا كان استنزاف الجديد، مما يفكر فيه مخرج رائعة "انديجان" ثم الخارجون عن القانون" في انتظار استكمال ثلاثيته بفيلم ضخم عن جزائر التسعينات. كيف عاش بوشارب الأجواء المشحونة قبيل عرض "الخارجون عن القانون" في مهرجان "كان" وكيف تعاملت مع الانتقادات التي وجهتها الصحافة الفرنسية للفيلم بعد ذلك؟ - أنا لا أهتم إطلاقا بالانتقادات ولا أعيرها أي اهتمام، ولو كنت ممن يتأثر بردود الأفعال المتطرفة والنقد اللاذع لكنت فتحت قاعة سينما وتوجهت إلى الجانب التجاري بعرض أشهر وأحدث الأفلام. ولكنت اكتفيت بالعائد المادي. ولكن ما أسعى إلى تحقيقه بعيد المدى ويحتاج إلى صبر وإصرار. تقصد أنك تطمح إلى صناعة سينما بوشارب الخاصة به والتي تصبح هويته التي لا يمكن تقليدها أو قرصنتها؟ - فعلا..أنا أسعى من خلال مجموعة الأفلام التي أخرجها أن أترك بصمتي التقنية وأيضا أن تكون مواضيع الأفلام من عمق مجتمعاتنا المغاربية، أن تكون ذات أبعاد وأن تعالج قضايا شائكة من شأننا كسينمائيين جزائريين أو تونسيين أو مغربيين أن نساهم في تناولها . ألهذا قلت أنك ترفض العمل مع النظام الهوليودي؟ -نعم أنا قلت ذلك ولا زلت مصرا والدليل أنني رفضت الكثير من العروض للعمل في هوليود. والسبب بسيط أنني لا أريد أن أخرج أفلاما لا تمثل ولا تهم مجتمعاتنا، الأفلام الهوليودية جميلة ولها مصداقية مقارنة مع ما يعيشه الغرب وبالضبط الأمريكيين، ولكن ما علاقتنا كجزائريين بمواضيعهم، إذا وانطلاقا من هذا المبدأ قررت أن أشتغل على قضايا حقيقية تقرب المغرب العربي وتجمعه حول هموم مشتركة أهمها طبعا التاريخ المشترك. لماذا قلت في أحد حواراتك مع الصحافة الفرنسية أن سينما بوشارب سياسية إشكالية؟ -أبدا لم أقل هذا لأي صحيفة فرنسية. وأنا آسف حقا لأن الصحافة مؤخرا أصبحت تلهث وراء "السكوب" على حساب المصداقية وتختلق صراعات وأشياء لخلق جدل غير موجود أساسا، سينما بوشارب هي سينما واقعية - كما قلت لك- تعكس الإنسان المغاربي أو العربي بشكل عام. لماذا يستدعي بوشارب في كل مرة نفس الممثلين؟ - والله لأني أحبهم وأجدهم رائعين وأحب التعامل معهم "يضحك" لا أقصد أننا ننتقد ذلك ..وإنما هل من خاصية تميّزهم دون غيرهم من الممثلين من أصل مغاربي والمستقرين في فرنسا؟ -طبعا فيه تفاهم سحري بيننا يسهل علينا العمل، يفهمون بسرعة ما أقصده وبوجودهم تكون الأجواء أخوية ومهنية في الوقت نفسه. وهذا شيء نادر في السينما. وخاصة لأنهم من أكثر الممثلين احترافية وجدية ممن أثق في طاقاتهم وأيضا في تصرفاتهم. وسنلتقي حتما في أعمال أخرى. أنا بحاجة إليهم وأظن أن هذا النظام معمول به في مختلف الدول فالممثل ليوناردو ديكا بريو نلاحظ اشتراكه الدائم مع نفس المخرج رفقة نفس الممثلين. إذا هو لوبي سينمائي مغاربي في فرنسا؟ -آه..نعم ولم لا نشكل فريق سينمائي مثل فريق كرة قدم يجمع الطاقات والمواهب ويدربها، فيصل إلى عالمية سينمائية مغاربية، نستحق ذلك لا؟ سمعنا أنك بصدد التحضير لفيلم عن الهجرة وبالضبط عن يوميات جزائري مغترب في أمريكا؟ -صحيح ولا يزال مجرد فكرة لم أطرحه على أي جهة ولا حتى على وزارة الثقافة. وأسعى حاليا للقاء شباب مغتربين والتقرب إليهم للاستعانة بتجاربهم في كتابة السيناريو، خاصة وأنني أعشق السفر وأستفيد منه كثيرا في الإلهام وبلورة الأفكار إلى مشاهد حية. قال دبوز أنكم بصدد التحضير لفيلم كوميدي، هل من مشاريع أخرى؟ - فعلا فيه مشروع فيلم كوميدي بطولة جمال دبوز ومن إخراجي، إضافة إلى فيلم آخر جديد "انجيلا دايفس" لياسمينة خضرا. كيف هي علاقة بوشارب مع المخرجين الفرنسيين من أصل جزائري؟ -علاقة طيبة جدا بحيث نلتقي في الكثير من المناسبات ونتناقش ونسعى لتقديم الأفضل للسينما الجزائرية كل من منطلقه وتصوره وإمكانياته. سمعنا أنك من المخرجين المرشحين للفيلم العالمي "الأمير عبد القادر" هل تؤكد أم تنفي ذلك؟ - والله لا يوجد بعد أي اتصال رسمي أو حديث مباشر حول الموضوع وأنا بدوري ليس لدي من معطيات أكثر من التي لديكم، الأكيد أنني سأفخر بهذه المهمة إذا أوكلت لي لأننا بحاجة ماسة إلى بعث رموز الجزائر. يبقى أن هذا الأمر ليس من صلاحياتي وستتضح الأمور مع الوقت.