"Enemy Way" قصة أخرى عن الإسلاموفوبيا بكلفة 40 مليون دولار إعترف المخرج العالمي رشيد بوشارب، خلال ندوة صحفية نشطها البارحة بفيلا عبد اللطيف، أنه سيبقى يبحث عن مواقع تصوير في تونس والمغرب وغيرها طالما أن الجزائر عاجزة عن بناء استديوهات تليق بالعمل السينمائي المحترف. بالمناسبة أعلن المتحدث عن فيلمه الجديد "إنمي واي" الممول جزئيا من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. يكلف الفيلم الذي يشتغل عليه رشيد بوشارب هذه الفترة زهاء 40 مليون دولار، بعد أن نجح في الظفر بأكثر من ممول من بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ناهيك عن الجزائر ممثلة في الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. هذه الأخيرة التي نظمت أمس الثلاثاء، لقاء صحفيا مع المخرج العالمي، للحديث عن "إنمي واي" أو "طريق العدو" المرتقب خروجه لقاعات العرض ربيع 2014. وقال المخرج عن مشروعه الجديد إنه يتناول ظاهرة الإسلاموفوبيا المنتشر في البلدان الغربية، ومن خلال قصة رجل زنجي أمريكي يخرج من السجن بعد 18 عاما من العقاب، يحاول استرجاع المفقود والاندماج في الحياة العامة، وإعادة بناء ما هدم في الماضي، إلا أن الرغبة في الانتقال إلى مستوى آخر من الوجود، لا يكون سهلا بالنسبة لبطل القصة التي كتبها بوشارب رفقة الروائي ياسمينة خضرة. هذا الأخير بات المؤلف المفضل لدى بوشارب، حيث ينوي الثنائي الاشتغال على عمل جديد سيصور في كوبا العام المقبل. وعن هذا الاختيار يبرر المخرج بالقول: "نصوص خضرة قريبة إلى الطرح السينمائي"، ما يسهل عليه تناول أكثر من موضوع بأبعاد عالمية راهنة. لن يضم "طريق العدو" ممثلين جزائريين، حسب المتحدث ذاته، لأن القصة - على حد تعبيره - لا تستلزم إقحام وجه عربي، ولأن المجريات تدور كلها في أمريكا وتخص شخصية "غارنات" رجل اعتنق الإسلام في السجن، ويتعرض لمضايقات خانقة تحاول اتهامه بالعنف والإرهاب فقط لأنه اختار ديانة هي محل جدل وخلاف دوليا. وستكون اللقطات الأولى للفيلم داخل السجن، لتخرج بعدها إلى مشاهد خارجية تصور الحدود المكسيكية، حيث رحلة البحث عن الاستقرار. وفي تشخيصه لواقع الفن السابع الجزائري، قال بوشارب إن "مشكلة السينما عندنا هي توزيع الأعمال"، مضيفا: "رغم وجود أسماء جديدة مقتدرة ولامعة، فإنها لا تجد الفضاءات الكافية لعرض أفلامها"، في إشارة منه إلى انحصار دور السينما عبر التراب الوطني: "ما دامت القاعات مغلقة فسيبقى النقاش حول الأفلام غائبا، ولن يتمكن الجمهور من التفاعل مع الانتاج، وبالتالي ستبقى السينما بعيدة عن نبض المجتمع". ويخلص الفنان إلى نتيجة مفادها أن "السينمائي الجزائري مجبر على التطور والتقدم في سياق محكوم عليه بالبطء الشديد، رغم أن مؤهلاته لا تمنعه من منافسة غيره في أي بلد آخر". كما أن أكبر عجز يسجله الفن السابع وطنيا، في نظر بوشارب، هو "اضطراره" للبحث عن مواقع تصوير في الخارج سواء بتونس أو المغرب، كما كان الحال بالنسبة ل "الخارجون عن القانون" أو "أنديجان": "لم يكن ذلك تفضيلا للبلدين على الجزائر إلا أن الواقع يقول إن تونس تتوفر على استديوهات هائلة تسمح لنا بإعادة تركيب ديكور حقبة معينة، وكذلك المغرب، فيما الجزائر مطالبة بإلحاح ببناء استديو يليق بطموح سينمائييها". ويعترف في السياق ذاته: "يستحيل أن أصور عملا في الجزائر في هذه الظروف"، مستثنيا قوله المناظر الطبيعية للجزائر. الجزائر وفق بوشارب، تفتقر اليوم للتقنيين والمهندسين وأصحاب المهن الصغيرة التي تخدم السينما، بعد أن أغلقت المؤسسات السمعية البصرية أبوابها في وجه العمال، ولم يعد للبلد فرق تقنية كاملة، يمكن لأي سينمائي الاتكال عليها في عمله: "فقدنا كل المهن والتخصصات المتصلة بالانتاج السينمائي، نحن لا نملك النحاتين والنجارين والبنائين وغيرهم ممن يستطيعون إعادة بناء استديو تصوير لحقبة معينة، على عكس تونس والمغرب"، يعقب المخرج ذاته.