المتخرجون يطعنون في تبريرات الوصاية بسبب العجز في التأطير أكدت وزارة التربية الوطنية أن تحويل عدد من خريجي المدارس العليا للأساتذة لمناصب بيداغوجية ليست من اختصاصهم من الثانوي إلى المتوسط هي إجراءات استثنائية، لعدم وجود مناصب في تخصصاتهم لحساب السنة الدراسية 2013-2014، في حين استنكرت هذه الفئة التي حرمت من حقوقها هذا القرار واعتبرته ”خرقا” للعقد المبرم بين الوصاية والمتخرجين، خاصة وأن الوقائع يؤكد عكس ما تقوله الوزارة حيث أن عدة ثانويات تشهد عجزا كبيرا. وأفاد مصدر من الوزارة، أول أمس الخميس، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أنه تم تطبيق إجراءات ”استثنائية” لفائدة خريجي المدارس العليا للأساتذة الذين لم يتم توظيفهم، حيث أن الأساتذة المتخصصين في مادتي التكنولوجيا والفلسفة تم تعيينهم في رتبة أستاذ التعليم الثانوي وتكليفهم بصفة استثنائية ومؤقتة بتدريس مادة الفيزياء في مرحلة التعليم الثانوي أو مادتي الفيزياء والرياضيات في الطور المتوسط بالنسبة لتخصص التكنولوجيا (ميكانيك وهندسة كهربائية وهندسة مدنية وهندسة الطرائق والإلكترونيك). وأما المتخصصين في مادة الفلسفة من خريجي المدارس العليا للأساتذة فقد تم تعيينهم لتدريس اللغة العربية في مرحلة التعليم الابتدائي. وأكد المصدر ذاته أن هذه الإجراءات أقرت لمعالجة فائض خريجي هذه المدارس لحساب سنة 2013. وطعن خريجو المدارس العليا للأساتذة في مصداقية القرارات المعتمدة من قبل مديريات التربية واتهموا هذه الأخيرة بضرب العقود المبرمة بين وزارة التربية وبينهم عرض الحائط، على غرار ما قامت به مديرية التربية للجزائر شرق التي حرمت أساتذة المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة من أولوية التوظيف في المناصب المخصصة للطور الثانوي في مادة الفرنسية، قبل أن توجه المعنيين إلى الطور المتوسط، وهو ما استنكروه، خاصة وأن وزارة التربية وعبر مديرية المستخدمين أكدت أن الوزارة أعطت الأولوية لتوظيفهم من خلال فتح مناصب عديدة في مسابقة التوظيف 2013-2014، والتي وصل عدد المناصب فيها إلى 12 ألف منصب. وحسب الشكاوى التي تلقتها ”الفجر” من طرف الطلبة المتخرجين من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، فإنهم تفاجأوا لدى لجوئهم لاستلام محاضر التنصيب على مستوى مديرية التربية للجزائر شرق، قدمت لهم تعيينات على مستوى المتوسطات بدل الثانويات، علما أنهم قد وقعوا على عقد التزام مع وزارة التربية خلال دخولهم المدرسة بالتدريس بالثانوي ما جعلهم يزاولون 5 سنوات دراسة للتخرج في منصب أستاذ ثانوي في مادة الفرنسية، غير أن المديرية صدمتهم، حسب الأساتذة والذين غالبيتهم إناث بتحويلهم إلى المتوسط. وجددت الأستاذات في تصريح لهن تأكيدهن أنهن لو أردن أن يدرسن في المتوسط لكن اخترن الدراسة 4 سنوات فقط، على مستوى المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، لكن حلمهن كان التدريس في الثانوي، والذي ”قضت عليه مديرية التربية شرق التي خرقت القانون وتعليمات المسؤول الأول للقطاع باعتبار أن وزير التربية قد أمر وقبل فتح مسابقات التوظيف بأن يتم توزيع المناصب على خريجي المدارس العليا أولا، ثم اعتماد الناجحين في المسابقة، وهو ما لم تعتمده مديرية شرق العاصمة التي وزعت 21 منصبا في مادة الفرنسية كلها على الناجحين قبل أن تقصي خريجي المدرسة العليا للأساتذة لبوزريعة وحتى بالقبة في شأن المواد الأخرى”. وأكدت الأستاذات أنهن أجبرن على التدريس في المتوسط، حيث يجدن صعوبة مع البرامج التي يتعاملن معها لأول مرة، محملات وزارة التربية عواقب ما يحصل، بعد أن أكدن أنه ”كيف يتم إرسالنا للتدريس في المتوسط ونحن وطيلة 5 سنوات كنا نحضر للتدريس في الثانوي وتعلمنا كل شيء عن برنامج الثانوي”.