أبدى العديد من مموني المطاعم المدرسية بولاية سطيف، خاصة في المناطق المعزولة البعيدة عن أعين الرقابة، قلقهم الشديد تجاه تصرفات بعض مديري المدارس الابتدائية ومستشاري التغذية المدرسية المتعلقة بالتدخل في تحيين أسعار المواد الغذائية من خضر و فواكه، وكذا اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، وذلك دون أسباب منطقية تقتضيها ظروف العمل، حسب هؤلاء الذين لوحوا بالتوقف عن تموين المؤسسات التربوية بالمواد الغذائية. زيادة على تعمد إنزال الأسعار إلى أقل مما تباع في السوق، وكأن مديري المدارس الابتدائية - يضيف هؤلاء - لا يعرفون أسعار الخضر والفواكه في السوق، حسب الأسعار التي وضعوها لبعض المواد الغذائية مثل مادة الخبز، التي تباع بعشرة دنانير في المخابز والفوترة تتم على أساس ثمانية دنانير، والبيض الذي يباع ب350 دج في السوق والفوترة على أساس 300 دينار أوأقل، وهو ما يخص الفواكه مثل التفاح تم تسعيرته ب60 دينارا فقط وسعره في السوق أكثر بكثير. أما فيما يتعلق بالخضر نذكر على سبيل المثال ”الجريوات” تم تسعيرها ب70 دينارا في الوقت الذي تباع فيه ب120 دينار في السوق. وقد عبر لنا بعض الممونين أنهم تعرضوا لخسارة كبيرة وصلت لحد 40 بالمائة جراء تغيير الأسعار دون استشارتهم، كما أن إجراءات التسعير للمواد الغذائية تخص مديري المؤسسات التعليمية التي بها مطاعم مدرسية، وعليه فالعملية بين الممون ومدير المدرسة ولا دخل للمستشار فيها، لتأتي قضية تحيين الأسعار دون أسباب منطقية عقب مطالبة الممونين بمراجعة أسعار بعض الخضر ليقوم مستشارو التوجيه بتخفيض كبير للأسعار، ما جعل عملية تموين المطاعم المدرسية مؤخرا في وضع حرج قد تحرم آلاف التلاميذ من الوجبة الغذائية، في حال عدم تدخل الجهات المعنية تجاه هذا الوضع الذي عرف تناقضا في ميزانية التغذية المدرسية، حيث كشف مصادرنا أنها ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لنجد قرار تخفيض الأسعار من قبل المديرين ومستشاري التغذية المدرسية عوض تعزيز سعر الوجبة و البحث عن الجودة و الصحة. من جهة أخرى، أكد لنا بعض المستشارين أن أمر تخفيض الأسعار مرهون بالنوعية التي يقدمها هؤلاء الممونون للمواد، حيث أكدوا أنه من غير المعقول تقييم نوعية رديئة في بعض الحالات بنفس القيمة للنوعية الجيدة التي تعرض في السوق، وغالبية الممونين يعمدون إلى مقارنة موادهم خاصة الخضر و الفواكه بتلك التي تباع في السوق بأسعار مرتفعة دون النظر إلى نوعيتها، فالمواد في السوق تعرض بأنواع كثيرة من جيدة ومتوسطة ورديئة وبالتالي أسعارها مختلفة.