تتعرض الفتيات صغيرات السن في الغالب لمشاكل صحية يتسبب فيها ثقب الأذن بطريقة عشوائية دون مراعاة شروط الصحة والسلامة، فالالتهابات والتقيحات وارتفاع درجة الحرارة من بين الأعراض التي تصيبهن جراء استخدام إبر مستعملة أو غير معقمة. أكد الدكتور بوجمعة أخصائي طب الأطفال أن احتمال الإصابة بأمراض منتقلة عن طريق العدوى كبير جدا بالنسبة للفتيات الصغيرات اللاتي يتعرضن لعملية ثقب الأذن بطريقة غير صحية، وأضاف في السياق ذاته أنه من المفروض أن تكون العملية حكرا على الأطباء والممرضين فحسب، مثل ما هو معمول به في العديد من الدول التي تحترم شروط الصحة والسلامة، كما أشار أن العملية لا ينبغي أن تتم إلا بعد مرور سنة على الأقل من عمر الطفلة، ليكون جهازها المناعي بذلك قد تعزز واكتسب دفاعا أقوى. احتمال نقل العدوى بالإبر وارد جدا يؤدي استعمال الطرق التقليدية الشعبية في ثقب أذن الفتيات صغيرات السن خاصة إلى تعرضهن للكثير من المضاعفات الصحية، الناتجة عن انتقال العدوى عن طريق الإبر غير المعقمة والمستعملة بطريقة خاطئة، لذا يشير اختصاصي طب الأطفال أحمد بوجمعة أن من أكثر الأمراض المتنقلة عن طريق هذه الإبر تتمثل في مشاكل الأذن، التهاب الكبد الوبائي، والعديد من الالتهابات والتقيحات وارتفاع في درجة الحرارة التي تلي العملية، فهذه الإبر التي يتناوب عليها عدد مجهول من الزبائن من الراشدين وصغار السن من شأنها أن تنقل مع بعض قطرات الدم فيروسات وميكروبات من شخص لآخر، فالتعقيم في مرات عديدة لا يفي بالغرض في أحيان كثيرة، بل يكون على مستخدم هذه الإبر تغييرها واستبدالها بأخرى جديدة، ويضيف محدثنا أن الرضع من البنات اللاتي يتعرضن لهذه العمليات يتميزن بضعف جهازهم المناعي الفتي الذي يواجه أمراض وفيروسات جد خطيرة عن طريق احتكاكه بإبر ملوثة. جهل الصائغ بشروط السلامة يهدد صحتهن عادة ما تتجه الأمهات بعد أشهر قليلة من ولادة طفلتهن لأي صائغ أو بائع مجوهرات، بغرض ثقب أذن المولودة وإلباسها أقراطا من ذهب أو فضة، في الوقت الذي يحذر الكثير من أهل الاختصاص من هذه الخطوة التي يعتبرونها جد خطيرة، فالمسدس الذي يستخدمه هؤلاء يعرف بصعوبة تعقيم أجزائه، كما أن الإبر كذلك تتميز بسهولة نقلها للجراثيم، لاسيما أن العديد من مستخدميها لا يبالون في العادة بتغيرها، معرضين بذلك صحة الزبائن للأمراض المتنقلة عن طريقها، إضافة إلى عدم استخدام القفازات والمعقمات الضرورية للعملية. وفي سياق متصل يقول الدكتور بوجمعة أن من أهم الشروط التي يغفل عنها الصائغ في العادة هي ارتداء القفازات وتعقيم شحمة أذن الطفلة وإبرة المسدس وكذا الأقراط التي سيتم تركيبها، كما نصح محدثنا بضرورة التأكد من تحديد الثقب على مستوى شحمة الأذن والابتعاد قدر الإمكان عن الغضروف، مع استحسان وضع أقراط من ذهب باعتباره المعدن الأقل نقلا للجراثيم، مقارنة بالنيكل والفضة وغيرها. للعملية شروط ينبغي احترامها نوه الدكتور بوجمعة إلى ضرورة احترام عامل السن في ثقب أذن الطفلة، والذي اعتبره مؤشر مهم يوضح مدى نضج الجهاز المناعي لهذه الأخيرة ومدى قابليته للدفاع عن الجسم بالإضافة إلى أخذ القسط الكافي من التلقيحات والتطعيمات، ومن ثم أشار إلى أهمية أن نقصد الجهة المختصة في ذلك، معتبرا أن العاملين في السلك الصحي من أطباء وممرضين وحدهم من يخول لهم التعامل مع الجسم وإحداث أي تغيير بشأنه، فأي شخص آخر لا يتمت بالخبرة والأدوات الضرورية من شأنه التسبب في مخاطر على صحة الطفلة، كما دعا الأمهات إلى التحلي بالمسؤولية في هذا الخصوص، والابتعاد قدر الإمكان عن هذه العملية خلال فصل الصيف الذي يتميز بدرجة الحرارة المرتفعة التي تساهم في تكاثر الجراثيم وتحول دون التئام الجرح في وقت قصير، مما يحدث التهابات وتقيحات.