هذه الجامعة التي قيل عنها مفرقة وقيل بأن بريطانيا أسستها وقيل بأن للصهيونية يدا في تأسيسها وقيل بأنها اليوم أداة بيد أمريكا... ويقولون عنها مايقولون وما يشاؤون وهؤلاء لن يخطئوا في شيئ إلا عندما ينطقون اسمها بالأحرف العربية التي كتبت على المبنى الذي رغبت إسرائيل ذات يوم في أن يكون مقرا للسفارة الإسرائيلية بعد اعتراف مصر بها ورحيل أجهزة هذه المفرقة إلى تونس زعما وادعاء بأنها محتجة على اعتراف مصر بها.. وعندئذ سوف يتوهم القارئ لتلك الحروف بأنها تدل على مدلول صحيح، إن من يناقش في المآل الذي آلت إليه هذه المؤسسة يخطئ كثيرا لأن مجرد النقاش حولها لا بد وأن يذكر لها بعض الحسنات وهنا تكمن الكارثة وهنا تكون الطامة الكبرى ونحن إذا ما استثنينا تلك الميزانية التي ترصد لها وتلك المناصب الوهمية التي عادة ما تسند لأناس فاشلين في بلادهم وترغب حكوماتهم أن تضعهم على الرف فتبعث بهم إلى هناك حيث يقطنون في فلل على شاطئ النيل ويتلقون مرتبات عالية وينعمون في بحبوحة من العيش، ويدلون أحيانا ببعض التصريحات التافهة الجوفاء والتي لا قيمة لها إلا إذا أرادت أمريكا أن يكون لها قيمة، وإلا فلتقل لنا تلك الجامعة ماذا صنعت من أجل أمة العرب ولتقل لنا عن إجراء واحد أو قرار واحد أو أمثولة واحدة أو تمريرة واحدة كانت فعلتها من أجل ما وضعت له من غايات وما ادعته من أهداف، وإذا ما فشل القائمون على ميزانيتها في قول شيئ وهم عندئذ يكونون في حكم المفحمين أو في حكم من ألقم في فمه حجرا، ولكن لنطرح بعض التساؤلات التي لابد وأن تبقى بلا جواب فنقول : ماذا فعلت هذه الجامعة من أجل قضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية ؟ والجواب لا شيء إلا ما تعلق بالتآمر عليها ! وماذا فعلت عندما اتخذت منها أمريكا غطاء لغزو العراق وتكبيده مئات الألوف من الشهداء ومئات المليارات من الدولارات ؟ وماذا فعلت للسودان عندما تآمر العالم عليه لتقسيمه ؟ وماذا فعلت للجزائر عندما خاضت فرنسا حرب إبادة ضد هذا الشعب ؟ وماذا فعلت لغزة في عدوان إسرائيل عليها على مدى إثنين وعشرين يوما وماذا فعلت للبنان في عدوان ال2006 عندما دمرت نصفه على ساكنيه ؟ وماذا هي فاعلة هنا وهناك من أجل أي قضية تتعلق بمصير أمتنا ؟ ثم ماذا فعلت من أجل الثقافة العربية واللغة العربية ؟ وماذا فعلت من أجل أولئك الحراقة الذين يتركون بلادهم هربا من الجوع فيصبحون طعاما للحيتان وهدفا لرصاص حراس الحدود فيموتون في عرض البحر في الوقت الذي تعتاش كل كلاب الغرب من أموال نفطنا وخيراتنا ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها لابد وأن نطرحها على جامعة نبيل العربي وفي مقالة جديدة سوف نطرح ما هو أخطر وسوف نفتح باب الفضائح التي تدور حول هذه الجامعة والقائمين عليها والتي تزكم روائحها النتنة الأنوف..