صرّحت المديرة الفنية للرقص الكلاسيكي بالعاصمة، ”بروفيل”، فايزة معمري، بأنّ فن الرقص المعاصر بالجزائر يعاني جملة من المشاكل التي لم تسمح برقيه وتطوره على المستوى المحلي، وكذا الإقليمي، كما لم تمنح الفرصة للطاقات الشابة من البروز وتفجير طاقاتها، وأبرزها غياب التأطير والتكوين، وهو ما ساهم على حدّ تعبيرها في وجود فرق راقصة محترفة. قالت الكوريغرافية ورئيسة الورشات الثلاث ”الجزائرية والأمريكية والكرواتية” المنظمة على هامش فعاليات المهرجان الدولي للرقص المعاصر في طبعته الخامسة التي تستمر إلى غاية ال22 من الشهر الجاري على ركح محي الدين بشطارزي، في تصريح ل”الفجر” أول،مس، بأنّ الجزائر تزخر بطاقات ومواهب شابة لديها قدرات كبيرة في مجال الرقص المعاصر والكوريغرافيا لكن لم يتسن لها البروز رغم وجود بعض المحاولات، نتيجة عديد الأسباب أبرزها انعدام التأطير والتكوين في هذا اللون الفني، من خلال غياب مراكز لتلقين وتعليم فنون وتقنيات الرقص المعاصر، إلى جانب نقص الأساتذة والمدربين في المجال ذاته. وأكدّت المتحدثة فايزة معمري بأنّه ينبغي على السلطات القائمة على الشؤون الثقافية ببلادنا الاهتمام بهذه الشريحة من الشباب والشابات الجزائريات سيما فئة الطلبة والمهتمين بالرقص، وذلك من خلال توفير وإنشاء مراكز ودور للرقص تساهم في تعليمهم فنونه وأبجدياته في كلا الجانبين النظري والتطبيقي، بالإضافة إلى تكثيف الورشات الفنية التكوينية بجعلها لا تقتصر على التظاهرات الثقافية والفنية فقط وبالتالي فتحها أمام هؤلاء طوال فصول السنة من أجل تعزيز تواجدهم وحضورهم. وأشارت معمري في السياق ذاته بأنّه لو يتم توفير هذه الإمكانيات للراغبين والقريبين من فن الرقص المعاصر لكانت النتيجة مغايرة وإيجابية، حيث سيثبتون حضورهم في مختلف الفعاليات بصورة كبيرة، كما يبرهنون على قدراتهم بإنجاز أعمال كوريغرافية تضاهي تلك التي في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية. من جهة أخرى أوضحت فايزة معمري المشرفة على الورشات التكوينية المقامة حاليا بقصر الثقافة مفدي زكريا، لفائدة 50 شابة وشاب من مختلف ولايات الوطن، أنّ الهدف من ورائها جعلها تقليد سنوي في ظل غياب المركز ودور تعليم الرقص بالجزائر حتى يتم تمكين الطلبة والمتربصين الذين لم يحظوا بفرصة للظهور من التحصيل المعرفي والأكاديمي وكذا على المستوى النظري والميداني باكتشاف فن الخشبة وما يتعلق به من حيثيات في الحركة والإيقاع، وغيرها من العناصر الأساسية التي يجب تعلمها واستلهامها من فنانين وكوريغرافيين قدموا من الخارج إلى الجزائر لهذا الغرض. ناهيك عن السعي وراء رفع مستواهم في الأداء والإلمام بتقنيات الرقص المعاصر الذي يبقى في الجزائر، حسبما قالت، متراجعا ومتقهقرا إذا ما قورن بالدول الأوربية الرائدة في هذا المجال، من خلال استعمال سبل حديثة على غرار تكنولوجيات السمعي البصري والعروض الكوريغرافية الميدانية. يذكر أنّ فايزة معمري أشرفت على العرض المقدم من قبل برعمات مدرسة الرقص الكلاسيكي في افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الرقص المعاصر الجمعة الماضي.