خلّفت الاشتباكات العنيفة بين السنة والعلويين بمدينة طرابلس شمال لبنان الليلة الماضية إصابة العشرات بجروح متفاوتة، لترتفع حصيلة ضحايا المعارك المتجددة في المدينة منذ السبت الى عشرة قتلى و61 جريحا، فيما شن قوات الجيش حملة مداهمات وصادرت خلال عملياتها كميات من الأسلحة. قال بيان صادر عن الجيش اللبناني أمس أن وحدات من قواته نفّذت بمدينة طرابلس ليلة الأحد الى الاثنين سلسلة عمليات دهم استهدفت أماكن تجمع المسلحين ومراكز القناصة، وأوقفت خلالها ثمانية مسلحين وضبطت كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر بالإضافة الى عتاد عسكري مختلف، فيما ذكر مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أمس أن اشتباكات عنيفة تجددت ليلة الأحد الى الاثنين بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، ما خلّف عشرات الجرحى وخسائر مادية طالت السيارات والشقق السكينة، وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن “الهدوء الحذر” خيم أمس على محاور جبل محسن وباب التبانة تخللته أصوات طلقات نارية متقطعة، فيما شلت حركة المرور في المدينة أغلقت المتاجر والمحلات كما لم تفتح المدارس والجامعات أبوابها كالمعتاد. من جهته نفى حزب الله مشاركة عناصر تابعة له في الاشتباكات التي اندلعت منذ السبت الماضي وكذّب الحزب ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود عناصر وخبراء عسكريين تابعين له في جبل محسن بطرابلس، واصفا ذلك بمجرد ادعاءات باطلة لا تستند إلى أسس وأدلة، وكانت الاشتباكات قد اندلعت السبت الماضي بمختلف المحاور التقليدية بمدينة طرابلس بمنطقتي باب التبانة وجبل محسن وسجلت الى حدود أمس سقوط 10 قتلى من ضمنهم عنصر من الجيش ونحو 89 جريحا بينهم 13 عسكريا، ولمواجهة هذه التطورات الأمنية قررت الحكومة اللبنانية وضع كل القوى الأمنية في مدينة طرابلس تحت إمرة قيادة الجيش.