يعاني فلاحو قرية الدميثة الفلاحية، ببلدية ڤمار بالوادي، من ضعف شديد في الطاقة الكهربائية الموجهة للقطاع الفلاحي، وهو ما بات يهدد مزارعهم بالفناء لكون القرية تعتبر من أهم المناطق الفلاحية ببلدية قمار، نظرا لما تجود به الأرض من منتوجات مختلفة خاصة البطاطا والفول السوداني والتبغ وبعض الخضراوات المختلفة بكميات معتبرة. ويمثّل القطاع الفلاحي مصدر قوت عشرات العائلات بهذه المنطقة المهمّشة تنمويا، ولولا وجود المزارع لما عاش الأهالي بها يوما واحدا. وذكر سكان هذه القرية النائية أنه في الآونة الأخيرة باتت المشاكل تظهر يوما بعد يوم، ومن أبرزها الضعف الشديد في الطاقة الكهربائية بعد تزايد عدد السكان وتوسع المساحة الزراعية معها، حيث صار السكان يفكرون في الهجرة الجماعية بعدما بات مصدر رزقهم الوحيد مهدد بالفناء بسبب ضعف الكهرباء الفلاحية. ويؤكد عدد من فلاحي الدميثة أنهم لم يستفيدوا شيئا من الدولة على حد تعبيرهم، خاصة أنهم منذ سنوات السبعينات تحملوا مصاريف جلب أعمدة الكهرباء من أموالهم الخاصة وخسروا وقتها أموالا طائلة، من أجل الاستقرار بالقرب من مزارعهم. ولكن التوسع الكبير لهذه المنطقة والضعف في الكهرباء الناتج عنها، جعلهم يفكرون في بيع أرزاقهم والهجرة الجماعية بعدما لم يجدوا الآذان الصاغية لحل هذا الإشكال عن طريق دعمهم بالكهرباء، أين لا يتلقون سوى الوعود الكاذبة، حسبهم. ويتزود الفلاحون في هذه المنطقة بالكهرباء عن طريق الكوابل الممتدة على مسافات تصل للكيلومترات من أجل سقي مزارعهم، وحتى الأعمدة المنصوبة لا تفي بالغرض نظرا للحاجة الكبيرة للطاقة الكهربائية والتزايد المستمر في الأراضي الفلاحية، حيث صار الفلاحون يسقون مزارعهم بالتناوب خوفا من تلف المحركات. وتحول هذا المشكل إلى هاجس حقيقي يؤرق يومياتهم خاصة لعدم وجود بصيص أمل في استفادة منطقهم بمشروع تقوية الكهرباء عن طريق مولدات إضافية وأعمدة أخرى لإنقاذ القطاع الفلاحي في منطقة تعتبر فيها الفلاحة المحرك الرئيسي لدواليب الحياة العادية. ويطالب هؤلاء والي الولاية بتخصيص زيارة لمنطقهم للوقوف على حجم المعاناة الحقيقية التي يعيشونها، على أمل برمجة مشاريع إضافية تخص دعم الطاقة الكهربائية، لأنهم سئموا من وعود السلطات الوصية الوهمية حيال هذا المشكل العويص.