شيعت أول أمس بعد صلاة العصر بمدينة قمار بولاية الوادي جنازة الفقيد أبو القاسم سعد الله، وسط حضور جموع غفيرة من سكان المنطقة، ومحبي الفقيد من طلبته وأقاربه الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، وخرج جموع المشيعون راجلين من مقر إقامة الفقيد بحي الشطاية بضواحي مدينة قمار في جنازة مهيبة إلى غاية مقبرة المدينة، و تم بعدها أداء صلاة الجنازة بحضور السلطات الولائية يتقدمهم والي الولاية، وجموع المشيعين. حيث وري جثمان الفقيد أبو القاسم سعد الله التراب، وبعد مراسم الدفن قرأ مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الوادي رسالة التعزية التي بعث بها وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله إلى عائلة الفقيد، والتي أشاد فيها بالخصوص بمناقب الراحل ووصفه ب”مؤسس المدرسة التأريخية الجزائرية الحديثة”، وفي هذه الأجواء المهيبة قرأ الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رسالة تأبين أشاد فيها بخصال وأخلاق الفقيد، ومساهمته الكبيرة في تدوين تاريخ الجزائر، كما أبدى المجلس الإسلامي الأعلى تأثره البالغ برحيل الفقيد أبو القاسم سعد الله الذي كون مدرسة في التاريخ تخرج منها العديد من الطلبة الجزائريين الأكفاء، وأشار المجلس الإسلامي الأعلى أن عالم الفكر والتأريخ خسر الكثير برحيل أبو القاسم سعد الله الذي كان له الفضل في تأطير أجيال تضم في صفوفها اليوم مدرسين في الجامعات ودكاترة ومفكرون يحتلون أماكن مرموقة في الأوساط العلمية. وأضاف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في رسالة تعزية بعث بها إلى عائلة الفقيد، أن الدكتور أبو القاسم سعد الله “عالم جليل” و”عميد المؤرخين الجزائريين”، كما أنه “خبير في تاريخ الجزائر القديم والمعاصر وكان يتمتع بخبرة واسعة تشرفه في الداخل والخارج يعترف بها العام والخاص، وأضاف أن الفقيد “اهتم أيضا بالآداب واللغة العربية إذ التفت إلى الشعر والثقافة” وهو صاحب موسوعة متميزة أصبحت مرجعا للباحثين والعلماء والمثقفين.