يؤكد رئيس اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، محمد بولسينة، ل”الفجر”، أن النضال النقابي سيستمر حتى تحقيق الإدماج لقرابة مليون موظف بصيغة ”عقود الاستعباد”، واصفا الملف ب”القنبلة الموقوتة” التي ستنفجر في أي لحظة بسبب ممارسات السلطات العمومية بعد رفع يدها عن إيجاد مناصب عمل دائمة لأبنائها وبناتها. ما هي قراءتكم للتصريحات الأخيرة التي أطلقها الوزير الأول عبد المالك سلال بإمكانية إدماج 140 ألف موظف يعملون في إطار عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية في مناصب عمل دائمة؟ والله في الحقيقة في كل مرة نتفاجأ بتصريحات مسؤولي الدولة الجزائرية، والتي لم تخرج عن المألوف، لأنه يستحيل تقبل الوعود دون تحقيق ذلك في الميدان، وكان وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد بن مرادي في أحد تصريحاته قد نفى هذا الإجراء جملة وتفصيلا، وقال يستحيل أن يتم إدماج شباب عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية في مناصب عمل دائمة، واليوم يطلعنا الوزير الأول بهذا الإجراء، ونحن ننتظر تطبيقه على أرض الواقع، ونأمل هذه المرة أن تكون هناك نية حسنة لتسوية هذا الملف. قمتم بالعديد من الاحتجاجات والاعتصامات في الولايات وفي العاصمة، ووجهتم العديد من المراسلات إلى رئيس الجمهورية، والبرلمان، والوزارة الأولى، وذلك منذ بدئكم نضالكم النقابي في عام 2011، لكن ذلك لم يغير من شيء في واقعكم؟ العمل النقابي الذي قررناه منذ تأسيس اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية ستتوارثه الأجيال، وهو محصلة سنوات للمطالبة بحقنا في الإدماج في منصب عمل دائم حسب ما ينص عليه الدستور في إحدى مواده (الحق في العمل)، لكن عندنا يحدث العكس بالرغم من أن الموظفين بصيغة ”عقود الاستعباد” قرابة 50 بالمائة منهم حائزون على شهادات جامعية، والنسبة المتبقية 50 بالمائة الأخرى متخرجون من مراكز التكوين المهني وآخرون لديهم مستوى الثالثة ثانوي، إلا أنهم محرومون من هذا الحق، وعلى هذا الأساس نرى في مواصلة العمل النقابي السبيل الوحيد لافتكاك الحقوق المهضومة وتحقيق المطالب المشروعة ولن يقف أي شيء في طريقنا، واحتجاجاتنا واعتصاماتنا كانت كلها ولا تزال سلمية. في كل مرة تتعرضون لتوقيفات من قبل مصالح الأمن خلال تنظيمكم لاحتجاجات هذا من جهة، ومن جهة أخرى تلجا الإدارة الوصية إلى ممارسات ”تعسفية ”تصل إلى الفصل من المنصب، ما تعليقكم على هذا؟ وهل هناك أي شيء تحضرون له خلال الأيام القادمة؟ صحيح ما ذكرته، الاحتجاجات والاعتصامات التي كنا نقوم بها في العاصمة، في كل مرة كانت تقابلنا مصالح الأمن بالتوقيف وبعدها تأخذنا إلى مختلف محافظات الشرطة لتدون محاضر ضدنا، وبعدها يطلق سراحنا، لكن في الولايات الأخرى لم نسجل هذا، لكن تبقى الإدارة الوصية أين يعمل شباب عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية تستعمل سلطتها وتعسفها الذي وصل في العديد من المرات إلى الفصل من المنصب، وتجميد الأجور، وهي كلها أساليب تنتهجها للترهيب والتخويف قصد العدول عن العمل النقابي والمطالبة بالحقوق، لكن ذلك لن يثني من عزيمتنا وسنواصل ما بدأناه، وشهر فيفري على الأبواب ننتظر ما سيكون رد الوزير الأول عبد المالك سلال على مطالبنا ،وفي حال بقاء الوضع على حاله لاخيار لدينا سوى الدخول في احتجاج مفتوح بالعاصمة دون انقطاع.