رجّح وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي الشروع باستغلال الموارد غير التقليدية في الجزائر بدءا من السنة الجارية، موضحا أن سوناطراك تجري حاليا محادثات مع شركاء أجانب تكتم على ذكر أسمائهم، وفي هذا الإطار أعلنت شركة ”إيني” الإيطالية أنها وضعت اللمسات الأخيرة مع الطرف الجزائري لاستغلال الغاز الصخري. وأكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أول أمس على أمواج الإذاعة الوطنية أن الجزائر ستحافظ على نفس وتيرة إنتاج وتصدير المحروقات، في حين قال أنه إذا استدعى الأمر ستخفض إنتاجها لأسباب تقنية، مضيفا في الوقت نفسه ”أعتقد بأن الجزائر بحاجة إلى مواصلة تصدير محروقاتها من أجل تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد”، وتوقع الوزير ارتفاع المستويات الحالية لإنتاج النفط والغاز في المستقبل مع شروع الحقول الجديدة في الإنتاج، مشيرا في ذات السياق إلى النتائج المعتبرة التي تحققت خلال السنة الفارطة في مجال البحث واستكشاف المحروقات. وأوضح يوسفي أن ”نتائج معتبرة تحققت خلال سنة 2013 بفضل تعزيز جهود التنقيب، فقد قمنا بزيادة مساحة وعدد الآبار المحفورة بثلثين مقارنة بالسنوات السابقة”، كما أشار الوزير إلى أن عمليات التنقيب خصت أحواض جديدة موازاة مع الأخطار التقنية من خلال عمليات حفر أبار أعمق (إلى غاية 5000 متر) وتحت حقول موجودة، مذكرا بأن سنة 2013 تميزت كذلك بإطلاق عمليات التنقيب في عرض البحر. وفي الإطار ذاته أضاف يوسفي ”لقد عوضنا ما أنتجناه من قبل وتمكننا على وجه الخصوص من رفع الاحتياطات الوطنية” من المحروقات التقليدية، وبالموازاة مع ذلك فإن الإنتاج النفطي يقدر حاليا بحوالي 0.2 مليون برميل يوميا ومن المرتقب أن يعرف ارتفاعا ابتداء من سنة 2014 بعد أن تشرع حقول جديدة في الإنتاج. أما بخصوص الموارد غير التقليدية، قال يوسفي أن الجزائر تتوفر على احتياطات تتراوح ما بين 25 ألفا و30 ألف مليار متر مكعب بالنسبة للغاز ومن 6 إلى 10 مليار برميل بالنسبة للنفط، كما أضاف أن مجمع سوناطراك يجري حاليا محادثات مع شركاء أجانب لاستغلال محتمل لهذه الاحتياطات المعتبرة ابتداء من السنة الجارية، وفي هذا الإطار أكد عملاق الطاقة الإيطالي ”إيني” في وقت سابق أنه يدرس مع شركة ”سوناطراك” مسألة استغلال الغاز الصخري في الجزائر، موضحا ان الطرفين وضعا بالفعل اللمسات الأخيرة على مذكرة تفاهم وستجمع خبرة واسعة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز غير التقليدية. وأكد يوسفي أنه سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة الإعلان عن المناقصة الدولية الرابعة للبحث واستكشاف المحروقات التي سيتم من خلالها عرض عديد الحقول غير التقليدية للمنافسة، موضحا أن الجزائر ستضطر للجوء إلى الطاقة النووية المدنية على المدى الطويل وذلك من أجل تلبية الطلب الداخلي المتنامي. ونوّه الوزير إلى أن سنة 2013 عرفت انطلاق أشغال انجاز محطات هجينة جديدة مخصصة لإنتاج 400 ميغاواط من الطاقة الشمسية في حين سيتم استلام 20 محطة أخرى من نفس النوع قبل صيف 2014، مشيرا إلى أن انجاز تلك المنشات ”يكلف كثيرا”.