تظاهرت أمس أمام مقر ولاية وهران العشرات من العائلات القاطنة في البنايات الهشة من حي الحمري ومديوني وأحياء أخرى عتيقة، في حركة احتجاجية واسعة، بالرغم من تساقط الإمطار عليهم، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة. وتعيش هذه العائلات وضعية مزرية في بنايات هشة وآيلة للسقوط وتنعدم فيها كل ظروف الإقامة الكريمة بعد التصدع والتشققات التي باتت تميز هذه البنايات المهترئة، والتي تتسرب منها مياه الأمطار، وأصبحت تشكل خطرا كبيرا على المقيمين فيها. وأوضح المحتجون أنهم مهددون بالموت في أي لحظة تحت الأنقاض. وبالرغم من تساقط أمطار غزيرة، إلا أن ذلك لم يمنع العائلات المحتجة من الخروج إلى الشارع، والاعتصام أمام مقر الولاية بعدما أصبحت العشرات من العائلات تقضي ليلتها مع تساقط الأمطار في الشارع وفي العراء مع أطفالها، تفاديا لانهيار تلك البنايات القديمة، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية فوق رؤوسهم. وبالرغم من تدخل عناصر الأمن لتفريق المعتصمين أمام الباب الرئيسي للولاية، إلا أن المحتجين أصروا على مطلبهم، ما دفع بمسؤولي الولاية إلى استقبال البعض من ممثلين عنهم لامتصاص غضب المتظاهرين، وتقديم لهم بعض التطمينات قصد إعادة زرع الأمل في نفوسهم، وهي الوعود التي طالما سئم منها القاطنون في البنايات الهشة بعدما طال انتظارهم.