أكدت مصادر عليمة من حزب جبهة القوى الاشتراكية ل”الفجر”، أن السبب الخفي وراء عدم حسم الأفافاس أمر خوض الرئاسيات أو الامتناع عنها، هو عدم حصول الحزب على ضمانات من السلطة بدعم رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، كمرشح لها في الاستحقاقات القادمة، مرجعة سبب تأخر السلطة في الكشف عن مرشحها، في عدم توصل أجنحتها لاتفاق حول مرشح معين. واعتبرت مصادر ”الفجر” أن أطراف في السلطة لم تحسم لحد الساعة في المرشح الذي ستدعمه في الانتخابات الرئاسية القادمة، ”لأنه لم يحصل توافق حول المرشح المحتمل في الرئاسيات 2014، والذي سيحقق الإجماع بين كل الأطراف”. وواصلت المصادر بأن تمسك الأفافاس بمولود حمروش، تمليه عدة اعتبارات سياسية وأهمية المرحلة الانتقالية التي تقتضي تغييرا سلميا وذكيا، يكون سلسا ومرنا ومتوازنا بشكل يحافظ على استقرار البلاد، ويحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وذكرت المصادر ذاتها أنه في الأسبوعين القادمين ستتضح جليا الصورة حول مرشح السلطة، لأن الوقت ضيق والأوضاع لا تحتمل مزيدا من الانتظار، وأوعزت حالة الترقب والانتظار الحاصلة إلى عدم توافق الرؤى حول مرشح السلطة القادم، ”لأن الأسماء المطروحة حاليا قليلة جدا”. ويجزم مصدر الأفافاس بأن ”شبح العهدة الرابعة أو بالأحرى طيفها لا يزال مطروحا”، بمعنى أن هناك سعي قوي للطرح، وتابع بأن الواقع يؤكد أن أصحاب القرار لم يتوصلوا بعد لاختيار خليفة بوتفليقة، و”الأمور لا تزال لم تسو في أعلى هرم السلطة، وجميع الأسماء المطروحة الآن هي خارج رغبة أصحاب القرار الفعلي”. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول تقدم علي بن فليس للرئاسيات ودعم السلطة له، قال المتحدث ”أنا متأكد أن علي بن فليس هو مجرد أرنب، واسم كغيره من الأسماء الأخرى التي تتسابق على كرسي الرئاسة، وأنا لا أقول إنه في مستوى بعض المترشحين الآخرين الذين لا يعرفهم أحد، لكنه في مستوى لويزة حنون، وغيرها من الأسماء التي تنشط في الساحة”، وذكر أنه يستبعد تكرار سيناريو رئاسيات 2004، بالنسبة للمترشح علي بن فليس، ”لأن الأمور تغيرت كثيرا، وموازين القوى في 2014 ليست هي نفسها 2004”. وخلص المصدر إلى أن حزب جبهة القوى الاشتراكية يؤجل حسمه في الموضوع، وقال إن ”الأفافاس لن يشارك لتسخين الموعد الانتخابي للرئاسيات القادمة بورقة خاسرة، ولن يخوض مغامرة ما لم تكن لديه ضمانات كافية، ومولود حمروش هو الشخصية الوحيدة التي سنسير وراءها لأنه يستحق الثقة وتحتاجه الجزائر في هذه المرحلة”. وتشير معلومات أخرى إلى أن حظوظ الأفافاس في تحقيق هدف ترشيح مولود حمروش بدعم من السلطة، قليلة، باعتبار أن التلميحات الأخيرة للسكرتير الأول للحزب، في ندوة الانتقال الديمقراطي، تتجه نحو المقاطعة ”لأن أطرافا في السلطة ربما لا تسير وراء دعم ورقة حمروش لحد الآن على الأقل”.