رفضت شركة توزيع الغاز الإيطالية “سينام” 31.7 مليون متر مكعب من الغاز الجزائري من إجمالي 40 مليون متر مكعب كان من المقرر أن تستورده من الجزائر عبر أنبوب “ترانسميد”، مرجعة سبب ذلك إلى أن الغاز لا يتوافق والمعايير العالمية. واتهمت شركة “سينام” الإيطالية لتوزيع الغاز، أمس الأول، شركة “سوناطراك” بأنها قامت بإرسال شحنة من الغاز غير مطابقة للمعايير المطلوبة لشبكة الغاز الإيطالية، مشيرة إلى أن الشاحنين طلبوا شحنة تقدر ب 40 مليون متر مكعب من الغاز، في حين تمت الموافقة على 8.3 مليون متر مكعب التي كانت تتوافق والمعايير المطلوبة. وفي هذا الإطار، قالت شركة سينام الإيطالية لتوزيع الغاز إن واردات الغاز إلى إيطاليا هبطت بشدة في الأيام الأخيرة عن المستويات المتوقعة، حيث تجاوزت 80 بالمائة، مرجعة سبب ذلك إلى مسائل تتصل بالجودة، أدت إلى إرجاع جزء من تدفقات الغاز إلى موردها، حيث أظهرت بيانات “سنام” أن 8.3 مليون متر مكعب من الغاز وصلت إلى إيطاليا من الجزائر يوم الثلاثاء المنصرم مقارنة مع نحو 40 مليون متر مكعب طلبها الشاحنون. وفي هذا الشأن، قال متحدث باسم “سينام” لوكالة “رويترز” الإخبارية أن “معظم الغاز تم إرجاعه لأنه لم يكن يفي بالمعايير المطلوبة لشبكة الغاز الإيطالية”، مضيفا أن مستوى الرطوبة في الغاز كان مرتفعا للغاية. وقالت الشركة إن إيطاليا استقبلت في النصف الأول من شهر جانفي الجاري ما بين 30 مليون متر مكعب و40 مليونا يوميا من الجزائر، في حين تسلَّمت 19.3 مليون متر مكعب الأسبوع المنصرم، في وقت طلب الشاحنون يوم الأربعاء الماضي 39.9 مليون متر مكعب من الجزائر. وبناء عليه، دقت وزارة التنمية الصناعية الإيطالية ناقوس الخطر بسبب تراجع وارداتها من الغاز الطبيعي، مشددة على ضرورة تخفيض استهلاكها الداخلي، وأضافت الحكومة الإيطالية أنه بسبب تراجع وارداتها من الغاز الجزائري ستدخل الدولة في أزمة خلال فصل الشتاء الجاري. ونقلت تقارير إعلامية عن خبراء إيطاليين تخوفهم من هذا الأمر، مشيرين إلى أن هذا المشكل ليس حادثا معزولا ومؤقتا، وإنما مشكلة الرطوبة الزائدة في الغاز الجزائري خلال الأشهر الأخيرة تسببت في عدم استقرار سياسي ومشاكل فنية أخرى في إيطاليا. في حين أضاف ذات المصدر أن تخفيض الواردات التي بدأت منذ الأسبوع الماضي ب 35 بالمائة من وحدات التخزين المطلوبة، محذّرين حكومة بلادهم من أن التعرض المفرط لاستيراد الغاز الطبيعي من بعض المشاريع وبعض الموردين وافتقارنا للبنية التحتية هو سبب الأزمة التي تمر بها إيطاليا خلال الوقت الراهن. وتجدر الإشارة إلى أن هناك خطي أنابيب يربطان الجزائربإيطاليا وإسبانيا لتزويدهما بالغاز، حيث تنقل سنويا ما يعادل 50 مليار متر مكعب من الغاز. ووفقا لتقديرات بنك “سوسيتيه جنرال” الفرنسي، فإن صادرات الغاز الجزائرية انخفضت بنسبة 11 في المائة خلال العام الماضي حيث بلغت 45 مليار متر مكعب، في حين بلغت ذروتها في عام 2005 أين بلغت 65 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أنها تراجعت بسبب زيادة الاستهلاك المحلي الذي بلغ 40 في المائة، بينما انخفض الإنتاج ب 12 في المائة، في وقت تراجعت إيرادات صادرات النفط والغاز ب 10 في المائة، أي ما يعادل 63.5 مليار دولار العام الماضي.