يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال45 اقبالا هزيلا للجمهور، بسبب تزامن توقيته مع الظرف الأمني والسياسي المربك والذي رافقه تفجيرات وأحداث سياسية عديدة مرفوقة بعنف شديد. وتشارك الجزائر في هذه الطبعة بخمس دور نشر فقط، يتعلق الأمر بكل من دار التنوير ودار ابن النديم، والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وكذا الاختلاف والمركز الجزائري للتوثيق، حيث أكد عدد من القائمين على هذه الدور في تصريحات للفجر، أن الطبعة الجارية من المعرض تعد الأسوأ في تاريخ ثاني أكبر معارض الكتب في العالم من حيث نسبة الإقبال، غير أن هذا له تبريراته حسب ما ذروا مرجعين السبب الرئيسي وراء عزوف شريحة واسعة كانت تعد بالآلاف إن لم نقل بالملايين للوضع الأمني المضطرب، وأضاف آخرون أن الأيام الأولى اي التي سبقت تفجيرات الأسبوع الماضي، شهدت اقبالا ملحوظا لكن ما فتئت أن انحصرت بشكل كبير، ووصف العارضون الجزائريون هذه الدورة التي تستمر لغاية 6 فيفري المقبل، بالضعيفة جدا من ناحية الحضور الجماهيري وقالوا بأنها وخلافاً للدورات السابقة التي حضروا فيها ”معرض القاهرة للكتاب” والتي تعودوا على حضور منقطع النظير، فإن هذه الدورة جاءت باهتة.. الفجر تجولت داخل أروقة المعرض، وبين خيمه العديدة ولاحظت ضعف الاقبال كما شهدت التشديدات الأمنية فيه، وزرع عناصر الأمن في كل شبر من المعرض وساحاته، ومدى الحذر الشديد من قبلهم، حيث تنتشر عبارة ” كيس مشبوه” وسط الزوار في اشارة منهم لامكانية وجود متفجرات داخل المعرض، وذلك رغم التفتيش الدقيق عند مدخله.. هذه الدورة التي راهن البعض على عدم اقامتها بسبب ما تمر به مصر من ظروف سياسية وأمنية صعبة، وإن شهدت عزوفا للمواطن المصري، فإن هذه المشاهد يتفهمها كل من يتابع الوضع في قاهرة المعز، فالمواطن معذور بالنظر للأحداث الكبيرة التي تشهدها مصر بشكل يومي، الطريق إلى المعرض محفوف بالتفجيرات على قول أحد المصريين الذي رافق ”الفجر” إليه، وكان يشرح لنا سبب عزوف الجمهور عنه، والذي قال إن هذه الطبعة كان من المفروض أن تلغى أحسن، ولا استغراب في كلامه إذ والرجل لم ينهي كلامه حتى تم توقف الحافلة التي كنا على متنها في طريقنا للمعرض في منتصف الطريق وقيل لنا، إن الطريق أمامنا يشهد اطلاق نار لا نعرف مصدره لذا انزلوا وليكن كل واحد مسؤولا عن حياته وسلامته، واظطرينا للعودة ثانية وأخذ طريق آخر ليتبين أحد ما حدث كان هناك شباب وفتيات من تنظيم الاخوان يريدون تفجير المحكمة الدستورية في وسط القاهرة، وتم التبليغ عنهم قبل تفجيرها، حيث سارع الأمن لالغاء مفعولها والقاء القبض على محاولي منفذيها، وذلك تزامنا مع محاكة الرئيس المعزول محمد مرسي..هذه الأحداث ليست الوحيدة بل تتعدد وتتكرر في مناطق عدة من القاهرة وبعض المحافظات الأخرى في أيام سريان المعرض.