استغربت القيادات المقاطعة للانتخابات الرئاسية وذات التوجه الإسلامي، صمت رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، طيلة سنوات ليخرج عن صمته، بينما حاولت مجانبة قرار محتمل قد يقدم عليه للترشح في رئاسيات أفريل ك”ورقة توافقية” بأعلى هرم السلطة، بتفنيدها دعمه سياسيا، خصوصا عقب الرسالة الثانية للرئيس بوتفليقة التي تذهب بعض القراءات إلى إلغاء فكرة الدخول في عهدة رابعة. وقال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، إن مشروع رئيس الجمهورية لا تحقيقه خلال أسبوع أو أسبوعين، وتابع بأنه ”أما أن يبقى على مقربة من الرئاسيات بضعة أيام، فإن هذا المشروع السياسي في حال تحقق، سيتم على أساس غامض وغير واضح الأهداف والشروط”، لذلك جدد ذويبي، تأكيده مقاطعة حزبه للرئاسيات بسبب غياب الممارسة السياسية السليمة، وبالتالي ”لا يمكن دعم زيد أو عمر” في حال ترشح حمروش. وأوضح ذويبي، ل”الفجر”، أنه من حيث المبدأ مع كل المبادرات والمساعي التي تخرج الجزائر من الركود السياسي، ولو أنه تأخر في إبداء رأيه على غرار باقي الشخصيات في عدة قضايا وطنية مهمة طيلة 15 سنة على غرار تعديل الدستور في 2008 الذي أدى إلى ما نعيشه من غلق وتدهور اجتماعي، مرحب بها. ولا يختلف موقف حركة مجتمع السلم عن النهضة، حيث أوضح المتحدث باسمها، زين الدين طبال، أن رسالة حمروش، حملت تحليلا أكثر منه تعبيرا عن مواقف في هذا التوقيت بالذات، مفندا عقد هذا الأخير صفقة سياسية مع حمس، للوقوف خلفه خلال الرئاسيات المقبلة أو غيره من المرشحين، وذكر أن أي تحركات بين التيارات السياسية أو الشخصيات السياسية يتم في العلن، مستبعدا ”شبهة المفاوضات وراء الكواليس” عن الحركة. من جانبه، عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، أحد الإسلاميين الثلاثة المقاطعين للانتخابات، أدار ظهره لرسالة حمروش، معللا ذلك في تصريح ل”الفجر”، بأنه ”لا يمكنه التعليق على مواقف شخصية”، حتى وإن كانت صادرة عن شخصية في مقام رئيس حكومة الإصلاحات الأسبق. وعلى صعيد ما أثير حول احتمال ترشح حمروش، استبعد سعيد بوحجة المتحدث باسم الأفالان، الأمر، موضحا أن رسالته مكملة لرسالة بوتفليقة الذي دعا خلالها إلى العمل من أجل تحقيق استقرار مؤسسات الدولة، مذكرا بنضال حمروش المجاهد.