احتضن المعهد الوطني للتكوين العالي الشبه الطبي بولاية تبسة، يوما إعلاميا وطنيا من تنظيم المركز الولائي لحقن الدم، بحضور أزيد من 100 مشارك من أساتذة جامعيين واطباء وإطارات ومدراء بالقطاعات الصحية من مختلف الولايات، وذلك للحديث عن التبرع بالدم وأهم العوائق التي تعترض طريق مراكز حق الدم، ويأتي في مقدمتها نقص كميات الدم وغياب ثقافة التبرع بالدم لدى الجزائريين، فكميات الدم التي يتم جمعها تأتي فقط من خلال حملات التبرع التي يكثر الإقبال عليها في مواسم معينة كشهر رمضان.. هذا ما لخصته السيدة ”ح. والع” من مركز حق الدم بعنابة، والتي صرحت أن التبرع بالدم بمراكز حق الدم لا يغطي حاجيات المرضى والمسعفين، ولا يصل إلى المستوى المطلوب، وهذا راجع إلى قلة الإمكانيات من جهة وعزوف المواطنين عن التبرع من جهة أخرى. ولايزال المريض يعتمد بشكل أساسي على المعارف والأقرباء لتزويده بالدم عند الحاجة إليه خاصة لدى بعض الزمر الدموية النادرة. ويفضل المتبرعون أيضا منح دمهم الى أقربائهم، وهذا ما يعكس جليا نقص ثقافة التبرع بالدم. كما أكدت المتحدثة أن نقص الإمكانيات يلعب دورا هاما في عدم بلوغ عمليات التبرع بالدم اهدافها المنشودة في الجزائر، وأعطت مثالا بمناطق الجنوب الشاسعة التي تحتوي كثافة سكانية معتبرة ولكن لا يمكن التنقل في حملات للتبرع بالدم إلى المناطق الجنوبية بسبب قلة الامكانيات. وركز المتدخلون في اليوم الإعلامي على أهمية عملية التحسيس لبعث ثقافة التبرع بالدم واستقطاب أكبر عدد ممكن من المتبرعين المنتظمين، وعدم الاعتماد فقط على حملات التبرع التي لا تجمع الكميات الطلوبة من الدم، وايضا التحسيس بأهمية التبرع بهذه المادة الحيوية لما لها من فوائد صحية على المتبرع، وبالنسبة للمرضى والمسعفين الذين يفقدون حياتهم أحيانا بسبب حاجتهم بضعة قطرات من الدم. والعمل التوعوي فقط من شأنه أن يرفع عدد المتبرعين، وبالتالي كميات الدم التي يتم جمعها بمراكز حقن الدم. يأتي هذا في وقت سجل العالم 93 مليون وحدة دم تم جمعها سنة 2013، منها 60 في المئة بالدول المتطورة.