قلّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعظم المسؤولين الروس من شأن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها كلّ من الولاياتالمتحدة وأوروبا على موسكو لثنيها عن ضم القرم، حيث استقبل بوتين الخبر بالسخرية والاستهزاء خلال تدخله أمام البرلمان الروسي يوم 18 مارس الحالي، على الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليلتها، أن هذه العقوبات تعدّ الأقسى منذ الحرب الباردة، والتي حرّرت واشنطن بموجبها، قائمة شملت سبع شخصيات روسية وأربع أوكرانية سيتم تجميد حساباتها على التراب الأمريكي، لتضاف إلى القائمة الأوروبية التي شملت 21 شخصية روسية وأكرانية. وأوضح الرئيس بوتين أن كل الجهود التي بذلها ويبذلها المعسكر الغربي، لم ولن تمنع روسيا من ضم شبه جزيرة القرم التي تعتبر جزءا من الإمبراطورية الروسية. ويوعز المختصون هذا الاستهزاء من الجانب الروسي كون معظم الشخصيات الروسية لا تملك ثروة ولا عقارات في الولاياتالمتحدة أو أوروبا يمكن لهاتين الأخيرتين مصادرتها، لذا تبقى هذه العقوبات حبرا على ورق وليس لها أي تأثير على الجانب الروسي. وأوضح السيد جوليان نوسيتي، الباحث في مركز روسيا بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (افري): “وردت أسماء بعض الشخصيات على القائمة الأمريكية، على غرار النائبة إلينا ميزولينا لكنها لا تملك حسابات بنكية وليست مستهدفة أوروبيا، لذا فإن هذه العقوبات سوف لن تسمن ولن تغني من جوع لأنها تبتعد كثيرا عن الملموس. وعلّق أندري كليشاس، عضو في مجلس فدرالية روسيا على الأمر أنه ليس نهاية العالم، بينما اعتبر فلاديسلاف سوركوف أحد مستشاري الرئيس بوتين المقربين ورود اسمه في القائمة الأمريكية شرفا عظيما، في حين علّق نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين على الأمر بتغريدة على توتر مفادها: “يسأل فيها الرئيس أوباما، هل من حرّر القائمة فكاهي...”