أعلن رئيس الوزراء التّركي رجب طيب أردوغان أنّ حزبه حقّق فوزا كاسحا في الانتخابات البلدية، متوعدا خصومه بأنه سيجعلهم “يدفعون ثمن” الانتقادات والاتهامات التي وجهوها إليه على مدار الأشهر الماضية، مشيرا إلى أنصار خصمه الداعية الإسلامي فتح الله غولن. وتبرز هذه النتائج اجتياز اردوغان للاختبار الأوّل حول مستقبله السياسي في انتظار الاختبار الحاسم في الانتخابات العامة في أوت المقبل. وأظهرت النتائج الرسمية بعد فرز 95% من الأصوات أن حزب العدالة والتنمية يتصدر الانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافسيه، بحسب ما أفادت قنوات التلفزيون. وبحسب هذه النتائج فقد حصل الحزب الحاكم على 45% من الأصوات، في حين حصل أقرب منافسيه، حزب الشّعب الجمهوري على 28.5%. وقال أردوغان مخاطبا الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا أمام مقر حزبه العدالة والتّنمية في أنقرة للاحتفال بالانتصار إنّ ”الشعب أحبط اليوم المخطّطات الملتوية والفخاخ اللاّأخلاقية.. أولئك الذين هاجموا تركيا خاب أملهم”. وركّز أردوغان هجومه بشكل خاص على ”الخونة” من أنصار الدّاعية الإسلامي فتح الله غولن، حليفه السّابق الذي أصبح من أشدّ خصومه بعدما اتهمه أردوغان بالوقوف خلف “مؤامرة” للإطاحة به، متوعدا بالقضاء على حركته الواسعة النّفوذ التي يقودها من مقر إقامته في الولاياتالمتحدة والتي “تسللت إلى جهاز الدولة”، بحسب تعبير أردوغان. ويعزز فوز حزب أردوغان الكبير و خطابه الناري الاعتقاد بأن رئيس الوزراء البالغ من العمر أمس 60 عاما اقتنع بأنه بات عليه الترشّح إلى الانتخابات الرئاسية المقرّرة في أوت المقبل والتي ستجرى للمرة الأولى بنظام الاقتراع العام المباشر. وجاء احتفاظ الحزب الحاكم ببلدية إسطنبول، كبرى مدن البلاد، ليكلّل هذا الفوز الكاسح ويكرس العدالة والتنمية كقوة لم تخسر أي انتخابات، أيا كانت، منذ العام 2002. و استطاع رئيس الوزراء التركي عبر هذه النتائج ان يجتاز اختبارا مهما حول مستقبله السياسي بسبب ملفات مرتبطة بفساد. وينتظر ان يخضع لاختبار ثان في أوت المقبل موعد الاقتراع العام.