يحل جون كيري، وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أن يتوجه إلى الجزائر، ضيفا على كاترين آشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، وذلك من لعقد مجلس للطاقة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، المجلس سيكون مناسبة للاتحاد الأوروبي ليتباحث مع الشريك الأمريكي دعمه بمصادر جديدة للطاقة تبعده ولو نسبيا عن شبه أزمة طاقة، بعد الذي حصل في أوكرانيا وتلويح روسيا باستعمال سلاح الطاقة، كما يستعمل السلاح النووي، على حسب تعبير رئيس وزراء أوكرانيا في القمة الأوروبية السابقة. الأزمة الأوكرانية والتباين في المواقف الأوروبية تجاه موسكو، بين مؤيد لفرض عقوبات صارمة على موسكو ورافض لها مثل ألمانيا، بسبب مسألة التمويل بالطاقة وارتباط الكثير من الدول الأوروبية بصفة عضوية باستهلاك الطاقة الروسية، والأصعب من ذلك هو ارتفاع نسبة ارتباط الاقتصاد الأوروبي مستقبلا بالاستيراد ليبلغ نسبة 80 في المائة في السنوات القليلة القادمة، لذلك قرر قادة الاتحاد الأوروبي في قمتهم السابقة، وضع استراتيجية أوروبية جديدة للطاقة تعتمد على التوجه نحو الولاياتالمتحدةالأمريكيةوجنوب القارة الأوروبية أيضا. زيارة كيري لبروكسل تندرج إذن ضمن هذا المسعى الأوروبي للبحث عن مصادر تمويل جديدة من الطاقة، وستبحث مع الشريك الأمريكي إمكانية استيراد الطاقة من الضفة الأخرى للأطلسي، ولكن كما هو معروف مشاريع الطاقة لا تنجز بين عشية وضحاها نظرا لما تتطلب من دراسات ورصد لرؤوس الأموال، فالعاجل هو التوجه نحو الدول التي توجد جنوب المتوسط للتزود بالطاقة والتحرر من الضغط الروسي الذي سيحرر بدوره الموقف السياسي الأوروبي المتذبذب وغير الداعم لمواقف واشنطن إزاء الأزمة الأوكرانية، حسب البيت الأبيض. الزيارة إذن هي مساعدة أوروبا على إيجاد البديل على المدى القصير في انتظار الاعتماد على الطاقة التي ستجلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أصبحت تصدر النفط والغاز الصخري. زيارة جون كيري لبروكسل، أكيد ستسمح له بالاطلاع على الموقف الأوروبي من الوضع الموجود في الجزائر حتى يكون هناك انسجام بين واشنطنوبروكسل، كما هو الحال في مختلف القضايا الدولية التي سيتم التفاوض حولها من الموضوع السوري إلى الملف النووي الإيراني، مرورا بالوضع في أوكرانيا. وستطلع كاترين آشتون، جون كيري، على الموقف الأوروبي من الوضع في الجزائر، وهي على أبواب انتخابات رئاسية ستجري بعد أسابيع. وللتذكير فإن كاترين آشتون زارت الجزائر والتقت بالرئيس بوتفليقة، وهي تعرف جيدا وضعه الصحي وعدم قدرته على قيادة البلد لفترة رئاسية أخرى، وعلى عكس كل المطبلين للعهدة الرابعة فإن الدول المحترمة لا تساند رئيسا غير قادر على العمل وبالتالي لن يستطيع احترام تعهداته إلى جانب أنه سيكون معرضا للتغيير في أي فرصة قد تكون معاكسة للالتزامات التي قطعها على نفسه، كما أكده لنا أحد الخبراء في الدبلوماسية. زيارة كيري لبروكسل، تكتسي بالدرجة الأولى طابع التنسيق في المواقف السياسية بين بروكسلوواشنطن، إلى جانب البحث عن بدائل للغاز الروسي في حال تدهور الوضع في أوكرانيا واستعمال الروس لسلاح الطاقة.