اعتبر الناطق الرسمي لحزب جيل جديد، سفيان صخري، أنه بغض النظر عن الجهات التي ناداها مولود حمروش، لحل الأزمة بدعوى أن المفتاح بيدها، فإن حزب الجيل الجديد، لا يزال يدعو كل الجزائريين لاتخاذ موقف مما وصفه بالمهزلة التي تعيشها البلاد في مواجهة أزمتها. وأضاف في اتصال مع ”الفجر”، أن تصريحات حمروش الذي يعد من رجالات الدولة ويعرف دواليبها وما يحدث بداخلها، هو مسؤول عنها، مؤكدا أن الحزب يرحب بكل الخطابات والرسائل المشخصة للأزمة السياسية. سألت ”الفجر” الدكتور صخري، كيف لحمروش يدعو بوتفليقة لحل الأزمة بالرغم من أنه يعرف بأنه مريض، فهل كان يقصد حمروش أن ينسحب بوتفليقة من الرئاسيات؟ حيث أجاب محدثنا بأن الأزمة ظهرت بوادرها بعد إعلان بوتفليقة ترشحه لانتخابات 17 أفريل، بمعنى يضيف صخري، أن بوتفليقة لو لم يترشح لما وصلنا إلى هذه المرحلة، ولما اضطر بعض المترشحين إلى إعلان انسحابهم من الرئاسيات، لأن الوضع قبل ترشح بوتفليقة كان واضحا، والكل كان مستعدا لخوض الانتخابات الرئاسية بكل ديمقراطية وشفافية، إلا أن العكس حدث بعد ترشح بوتفليقة الذي عقّد من الوضع السياسي. ويرى الناطق الرسمي لحزب جيل جديد، أن مفتاح الأزمة الذي قيل إنه بيد الرئيس، يكون بغلق باب ترشحه من خلال الانسحاب، لأن مواصلة ترشحه بمثابة استمرار مسار الانقلاب والأزمة السياسية. في سياق مواز، أفاد عباس ميخاليف، عضو اللجنة المركزية للأفالان، أن تصريحات حمروش، هي فكرة نحترمها، لكن يرى في اتصال مع ”الفجر”، أمس، أن مفتاح الأزمة بيد الشعب، خاصة في هذه المرحلة، حيث وصفها بالفرصة التي لا تعوض للتغيير والانتقال من مربع الاضطراب إلى الأمن واحترام الرأي والرأي الآخر، مؤكدا أن الجزائر تمر بظرف خاص، والانتخابات بمثابة محطة للخروج من النفق المظلم، وبالتالي يضيف ميخاليف، أن النسخة الأصلية لمفتاح حل الأزمة هو بيد الشعب، إما أن يستسلم لهذا الواقع أو يحدث المعجزة للوصول إلى بر الأمان بالمشاركة في الاقتراع. ... حمس: القادة الثلاثة جزء من الحل وليس الحل كله من جهته، ثمن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الدعوة الأخيرة التي وجهها رجل الإصلاحات مولود حمروش، للقادة الثلاثة، حتى وإن اعترف بأنها تحمل نوعا من الأبوية التي تعود عليها النظام، وهو ما جعله يعيد طرح خريطة العقد الوطني الذي سبق وأن رفعته المعارضة. وطالب عبد الرزاق مقري، رئيس الحكومة الأسبق، بتحديد بدقة إحداثيات التدخل من أجل الخروج من الأزمة والنظرة التي يحملها حول دور الرجال الثلاثة في إخراج الجزائر إلى بر الأمان، ويرى أن حمروش، حتى وإن كان قد وفق في تحديد الداء وتشخيصه بدقة، لكنه لم يكن واضحا بالقدر الكافي في تقديم الحلول للخروج من الأزمة. وقال في مساهمة له على صفحته بالفيس بوك، إنه كان ”يتعين على حمروش أن يقول لنا بدقة دور كل رجل، خاصة وأنه حملهم مسؤولية ما يقع الآن”، وتابع بأن ”الرجال الثلاثة بإمكانهم أن يكونوا جزءا من الحل وليس الحل برمته”. وتابع رئيس حمس أن الرجال الثلاثة بإمكانهم المساهمة من موقع مسؤولياتهم في اتخاذ القرارات للإخراج الجزائر من الأزمة وحالة اللاأمن، وأردف بأن الثلاثة بإمكانهم ضمان مرحلة الانتقال الديمقراطي في كنف الديمقراطية والهدوء بإشراك الطبقة السياسية والشعب الجزائري، واستثنى أن يتم ذلك بإعادة تحريك آلة النظام، وإنما بواسطة وضع آخر جديد تختاره الإرادة الشعبية، مشيرا إلى أن توزيع السلطات شرط أخر لضمان التغيير. وبعد أن قدم مقري، نظرة سوداوية عن حصيلة القادة الثلاثة رغم أنهم اشتركوا في قاسم النضال ضد المستعمر الفرنسي، إلا أنهم لم يفلحوا في تحقيق ازدهار الجزائر بعد مرور 50 سنة عن الاستقلال، داعيا إلى إبرام عقد وطني أو ميثاق الأمان بعيدا عن الوصاية الأبوية والنظرة الفوقية، ”التي أصبحت مملة ومنبوذة”، وبعيدا عن الجهوية والرشوة والتزوير.