أحيت رواندا أول أمس مراسم الذكرى العشرين لحملة الإبادة التي شهدتها عام 1994 ودامت مائة يوم سقط فيها نحو 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي بحضور الأمين الأممي بان كي مون وشخصيات إفريقية وعالمية بارزة. وتقام هذه المراسم تحت شعار ”ذكرى ووحدة ونهضة”. ووصفتها السلطات بأنها ”لحظات لاستذكار الأموات وإبداء التضامن مع الأحياء ولتوحيدنا كي لا يتكرر ذلك أبداً، لا في رواندا ولا في مكان آخر”. وفي تعليقه على الحدث، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ”الإبادة” التي شهدتها رواندا عام 1994، ”لم تكن حادثا أو أمرا محتوما، وإنما جهدا متعمدا ومنظّما من جانب أناس لتدمير أناس آخرين”. وأضاف أوباما: ”الأحداث المرعبة خلال المائة يوم عندما انقلب الصديق على الصديق والجار على الجار، تضطرنا إلى مقاومة غرائزنا السيّئة، كما تذكرنا بشجاعة الذين خاطروا بأرواحهم من أجل إنقاذ آخرين، بواجباتنا تجاه مستقبلنا”. وقال الرئيس الأميركي أن ”الإبادة التي فشل العالم في الرد عليها سريعا، تذّكرنا بأنه لدينا دائما خيار”. وتابع: ”أمام الحقد، يتوجب علينا أن نتذكر الإنسانية التي نتقاسمها، أمام الفظاعة يجب أن نختار الرحمة”. وأضاف: ”بتبني هذا التفكير كأمم وأفراد يمكننا أن نحيي ذكرى الذين ماتوا قبل عقدين من الزمن وأن نبني مستقبلا يليق بأرواحهم”. كما أثنى أوباما ب”عزم” الأحياء ”الذين أقفلوا الجروح القديمة وبنوا حياتهم من جديد”. وبخصوص ”الابادة الجماعية” وجّه رئيس البلاد بول كاغامي اتهاما مباشرا لباريس بلعب ”دور مباشر في إعداد وتنفيذ الإبادة”. التي خلّفت نحو 800 ألف قتيل معظمهم من التوتسي من أجل إحكام سيطرتها على المنطقة. وكان كاغامي قد صرّح لمجلة ”جون أفريك” بحر هذا الأسبوع بأن فرنسا اضطلعت مع بلجيكا، القوة الاستعمارية سابقا، ب”دور مباشر في الإعداد للإبادة” وأنها شاركت ”حتى في تنفيذها”. وقال كاغامي خلال استذكار المذبحة بالإنجليزية: ”لا يتمتع أي بلد بالقوة الكافية، حتى لو ظن أنه قوي، لتغيير الوقائع”. ثم أضاف بالفرنسية: ”بعد كل شيء، الوقائع دامغة”، الأمر الذي حمل 30 ألف شخص احتشدوا في ملعب أماهارو في كيغالي على التصفيق. ويذكر أن وزارة الخارجية الرواندية أبلغت السفير الفرنسي عشية إحياء الذكرى أن حضوره غير مرغوب فيه. ما استدعى باريس إلى الإعلان عن عدم مشاركتها في هذه المراسم. وفي هذا الشأن صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال إن ”فرنسا فوجئت بالاتهامات الحديثة التي وجهها لها الرئيس الرواندي” والتي ”تتعارض مع عملية الحوار والمصالحة التي بدأت منذ سنوات بين بلدينا”. وأضاف نادال أن ”فرنسا تأسف لعدم التمكن من المشاركة في مراسم إحياء الذكرى العشرين للمذبحة لأنها حريصة على تكريم ذكرى الضحايا وعلى مشاركة أسرهم والشعب الرواندي الحداد”.