شرعت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، في إيداع طلبات استغلال القاعات في خمس ولايات من الوطن، قصد احتضان وقفات ميدانية مشتركة بين 14 و16 أفريل، وذلك في آخر خطوة يقوم بها المقاطعون قبل خيار الخروج إلى الشارع. وحسب المصادر التي أوردت الخبر ل”الفجر”، فقد تم تسجيل جدل واسع بين أعضاء تنسيقية المقاطعين بين مدعم لخيار الخروج إلى الشارع، ورافض له، ومتحفظ، إلا أنه وقع الخيار على ضرورة التريث وإعطاء المزيد من الفرص للحوار، حيث تم الشروع في إيداع طلبات رخص لتنظيم التجمعات داخل قاعات في كل من بشار، وهران، الشلف، قسنطينة، باتنة وورڤلة. وأكدت قيادات التنسيقية على مواصلة التنسيق والعمل على إنجاح الوقفات الميدانية بالولايات، ودعوة الشعب الجزائري للتعبير عن رفضه لما أسمته ب”المهزلة الانتخابية” بالمقاطعة الواسعة لها، وعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وأضافت أن الإدارة لن تعارض تقديم التراخيص بعد أن رأت عزم التنسيقية الخروج إلى الشارع، خاصة في ظل الانزلاقات التي عرفتها بعض الولايات، على غرار ولاية بجاية وغرداية. من جهته، اعتبر ممثل حركة النهضة محمد حديبي، في اتصال مع ”الفجر”، أن الموقف السياسي الذي اتخذته التنسيقية ”أثبت مصداقيته من خلال المستجدات وما نعيشه اليوم من أحداث”، وذلك ”بسبب استعمال المال الوسخ وكل وسائل الدولة لصالح مترشح بالوكالة، وهي التجاوزات التي لم نعشها منذ الاستقلال، حتى خلال عهد الحزب الواحد”، مضيفا أنه ”إذا كان التزوير في الماضي يتم عن طريق القوائم الانتخابية المضخمة، فإن التزوير الآن يتم من خلال اعتماد مرشح مقعد وتسخير كل وسائل الدولة في خدمة حملته بالوكالة”، مجددا دعوته لبقية المترشحين لمقاطعة الانتخابات ”حتى لا يضفوا الشرعية على هذه الانتخابات”.