أكدّ حسان عسوس، محافظ المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس، أنّ الطبعة الثامنة ستكون فضاء مفتوحا على مسارات مبدعة تتناول علاقة الفرد بالمجتمع فنيا، في إطار مسرح حديث يتجاوب معه الجمهور. دعا عسوس، أمس الأولّ، لدى إلقائه كلمة افتتاح فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان المسرح المحترف المحلي بسيدي بلعباس، التي تعرف تنافس 7 فرق مسرحية على جائزتها الأولى المؤهلة للمشاركة في الدورة الوطنية القادمة لذات المهرجان بالمسرح الوطني، الفاعلين في المسرح الجزائري إلى تحمل مسؤولية التجديد بإشراك المجتمع في المسرح من خلال القضايا التي يطرحها. وأضاف عسوس أنّ الهدف هو تقوية ارتباط المواطن بأب الفنون وتحقيق تواصل مميز. بدوره قال والي ولاية سيدي بلعباس إنّ المسرح رسالة للقضايا الإنسانية والاجتماعية، وأنّ أهل المنطقة شغوفون لهذا الفن ومرتبطون به أيما ارتباط، ملحا في السياق على ضرورة الاهتمام وترقية هذا الإبداع نحو الأحسن. وفي السياق افتتحت مسرحية ”مايا” للمخرج هواري هشام بوسهلة، الدورة الثامنة التي تحمل اسم ”دورة بن ڤطاف”، حيث استمتع بها لأكثر من ساعة من الزمن الجمهور الغفير الذي تتقدمه وجوه فنية معروفة، على غرار عمر فطموش مدير مسرح بجاية، عبد القادر يحياوي، مدير المسرح الوطني، وشخصيات أمنية وعسكرية. تخلل حفل الافتتاح عرض مسرحية ”مايا” التي جسدت بطولتها الممثلة الشابة سعاد جناتي، أديت باللهجة الجزائرية لمختلف جهات الوطن، إضافة إلى بعض المقاطع بالإسبانية والفرنسية والشامية أحيانا، بعثت برسالة شبابية تعكس معاناة هذه الفئة الحالمة بالهجرة والرحيل إلى ما وراء البحار لتحقيق تطلعاته. كما تناولت مختلف الوالي الكثير من القضايا الاجتماعية بطابع شعبي سلس التلقي وفكاهي في أحيان عدة، استعانت في تقديمه سعاد برقص الفلامينكو الإسبانية، والتي طغى على صبغة العمل المسرحي ”مايا” وسط الاعتماد بشكل كبير على المؤثرات الصوتية، اللغوية والحركية. تروي ”مايا” المقدمة في هذا المهرجان الذي يستمر إلى غاية الفاتح ماي المقبل، قصة فتاة ترعرعت في حي شعبي جزائري من عائلة ميسورة لجأت إلى بيع الحلويات التقليدية لإعانة أسرتها المكونة من أختها الصغيرة المصابة بالسرطان وأمها وجادتها المتقدمة في السن. وخلال تسلسل أحداث العمل احتكت البطلة مرارا بجارتها الإسبانية وتمكنت من تعلم رقصة الفلامينكو، اختارت في مرحلة من حياتها الهجرة غير الشرعية إلى اسبانيا أين اصطدمت بصعاب حياة ”الحراڤة” وأين أغلقت أمامها كل أبواب الرزق والعمل بسبب وضعيتها غير القانونية، فلجأت إلى التسول في شارع الفنانين ”لارومبا” ببرشلونة عبر أداء مقاطع غنائية جزائرية تتلقى مقابلها صدقات المارة. تجدر الإشارة أنّ ”مايا” نالت عدة جوائز خارج الوطن، حيث افتكت ستة جوائز بمهرجان المسرح الدولي بالسودان 2014، ونالت جائزة ”كلثوم” لأفضل عرض في الطبعة السابقة للمهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي الذي ينظم سنويا في عنابة منذ 2012. وقال المخرج بوسهلة إنّ ”مايا” مسرحية شعبية تخاطب الجمهور بأسلوب مباشر، تخلت عن خطاب النخبة وتخاطب مباشرة عامة الجمهور بأسلوب واضح يمكن من خلاله إيصال الرسالة. وأوضح أن المسرحية طرأ عليها تغيير طفيف خاصة في الأغاني وإدراج كلمة ”فقاقير” التي أصبحت لفظا شائع الانتشار. وأوضح أن متطلبات العمل من تجسيد لعدة أدوار وتأدية للأغاني والرقصات لم تكن صعبة لأنه يثق في قدرات الممثلة، والتي - حسبه - وفقت إلى حد كبير في أداء ما أوكل إليها، وهذا حسب الجمهور والجوائز التي حازتها المسرحية. مبعوث ”الفجر” إلى سيدي بلعباس: حسان مرابط