يتفق العديد من المهتمين بالشأن السياحي بولاية غليزان، وحتى المواطنين، أن ”حلم” استغلال الحمامات الحموية من شأن مياهها أن تساهم في معالجة الكثير من الأمراض المزمنة بما فيها الروماتيزم، الأمراض التناسلية، والجلدية حيث لا يزال استغلالها بالطرق التقليدية، حيث يلجأ لها سكان المناطق المجاورة للعلاج من عديد الأمراض وقلة منهم فقط قصد الاستجمام، ما عدا حمام سيدي بوعبد الله، ببلدية سيدي خطاب، الذي يبلغ تدفق المياه به 30 لترا في الثانية، والذي تعالج مياهه أمراض الجهاز الهضمي والتناسلي والتنفسي، تتدفق إليه ربيع كل سنة آلاف العائلات من ولايتي غليزان ومستغانم، رغم انعدام المرافق الكفيلة بجلب السياح المحليين وإحداث فضاء يخلق مئات مناصب الشغل، حيث تقتصر الخدمات في تلك الفترة على مأكولات خفيفة من طرف بعض الشباب الذي يجد فيها ملاذا لتطليق البطالة ”مؤقتا”. أما حمام بني يسعد ببلدية منداس، الذي يصل تدفق مياهه إلى 6 ل/ ثا، الغني بكلورات الصوديوم وسولفات الكالسيوم، فيعالج جملة من الأمراض على غرار الحكة الشديدة، الأمراض المعدية والتقرحات، حيث يقصده سكان المناطق المجاورة، وحتى آثار الحمام القديمة زالت بتعاقب السنوات، ولعل أهم حمام من حيث الموقع والتردد من طرف المواطنين حمام ”منتيلة” بعمي موسى، حيث أصبح قبلة للزوار بحكم موقعه الجذاب بقلب الونشريس وجمال الطبيعة هناك، بالإضافة إلى أن مياهه فعالة في معالجة العديد من الأمراض الجلدية وغيرها، حيث أشارت مصادرنا من هناك إلى أن هذا الحمام الواقع على بعد 20 كلم جنوب شرق بلدية عمي موسى لا تتعدى به درجة الحراة صيفا 24 درجة مئوية فيما تبلغ درجة مياهه 30 درجة مئوية وبنسبة ضخ تساوي 60 لترا في الثانية، وعليه طلب سكان المنطقة من الجهات الوصية تعبيد الطريق المؤدي إليه وتزفيته مع إجراء تحاليل مخبرية لمياهه التي تعالج العديد من الأمراض ولا سيما ”الصدفية”. كما توجد منابع أخرى بعديد البلديات ومنها بلدية وادي السلام. للإشارة فإن ولاية غليزان تزخر بأربعة حمامات حموية منتشرة ببلديات عمي موسى، منداس وسيدي خطاب، بالإضافة إلى منابع أخرى كانت محل دراسات سنة 1984 من طرف ”أونات” يلجأ إليها عديد سكان المناطق المتاخمة لها، بحثا عن الاستجمام والاستحمام وكذا التداوي من عديد الأمراض ولاسيما منها الجلدية، بطرق بدائية.