تعرف منطقة سيدي عيسى التي تبعد عن عاصمة ولاية سعيدة بحوالي 12 كلم إقبالا كبيرا من قبل المستحمين من داخل الولاية وخارجها، خلال مختلف فصول السنة، مع ارتفاع مميز خلال فصل الشتاء . ولعل ما يفسر ذلك - حسب مديرية السياحة - احتواء هذه المنطقة التي تقع ببلدية سيدي اعمر على أحد المنابع الحموية المعروفة على مستوى منطقة الهضاب العليا، مما يجعلها قبلة لآلاف المستحمين ينشدون الإستفادة من الخصائص الإستشفائية لمياهه المعدنية أوقضاء أيام نقاهة واستجمام. وفي نفس السياق، أفادت مديرية السياحة أن أغلب الدراسات المنجزة تؤكد فعالية هذه المياه في علاج العديد من الأمراض، على غرار آلام المفاصل وكذا الأمراض الجلدية والتنفسية، مع العلم أن درجة حرارتها تناهز 55 درجة مئوية، فيما تقدر نسبة تدفقها ب 7 لتر في الثانية. وفي نفس السياق أشارت مديرية السياحة إلى توفر منطقة سيدي عيسى على مناظر طبيعية خلابة ساحرة وسط عدد كبيرمن الحقول والبساتين الخضراء، بالإضافة إلى الغابات الكثيفة والأحراش التي تغطي المرتفعات المحيطة بها، علاوة عن هوائها العليل ومياهها العذبة. ومن جهتهم يشير بعض مرتادي منطقة سيدي عيسى على غرارالشيخ يوسفي بوبكر القاطن بولاية النعامة، والذي يتردد على سيدي عيسى منذ حوالي 12 سنة - كما قال - بأنه ما فتئ يحس يتعافى من آلام الظهر التي لازمته منذ أمد طويل، مضيفا أنه حاول قبل ذلك شتى أنواع العلاج الطبي لكنها لم تجد معه نفعا. أما السيد هوش أحمد فيؤكد أن الإستحمام في حمام سيدي عيسى له نكهته الخاصة، نظرا لأنه يتميز عن الحمامات المعدنية الأخرى بالهدوء كونه يعتبر و بامتياز "محجا" لعائلات تبحث عن الطمأنينة و راحة البال، ناهيك على موقعه البعيد نسبيا عن الطرق الوطنية التي تعج بالحركة وما يرافق ذلك من ضجيج. كما تزخر هذه المنطقة - حسب ذات المتحدث - بتراث شعبي غاية في التنوع والثراء عرفت كيف تصونه وتحافظ عليه رغم مرور الزمن، لعل أسمى صفاته تتجلى في الشعر الملحون وألعاب الفروسية، هذا بالإضافة إلى ترسخ بعض العادات و التقاليد المعروفة عن سكان سعيدة عموما على غرار كرم الضيافة وسعة الخاطر. وعلى صعيد آخر أكدت مديرية السياحة أن هذا المنبع الحموي يتكون حاليا من 26 غرفة استحمام فقط، ناهيك على كونه لا يتوفرعلى مرافق سياحية تساهم في التكفل بالعدد الكبير من الوافدين عليه خلال كل فصول السنة. وبغرض تلافي هذا النقص واستغلال كل الإمكانيات السياحية و الإستشفائية الكبيرة التي يوفرها هذا الموقع المميز، أشارت ذات الهيئة إلى اقتراح دراسة خاصة بها تشمل مساحة 150 هكتار، بالإضافة إلى تخصيص قطع أراضي بمنطقة سيدي عيسى في إطار المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لبلدية سيدي اعمر لإنجاز مشاريع سياحية، على غرار فندق سياحي، إضافة إلى مطاعم سياحية مصنفة.