استقطب المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان أزيد من 6 آلاف زائر من مختلف الفئات العمرية والمهن من داخل وخارج الوطن، بحسب ما أشار له مدير هذه المؤسسة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمتاحف. وأوضح بن عزة نور الدين بأن هذه المؤسسة الثقافية المتواجدة بقلب مدينة تلمسان تتوفر حاليا على تحف أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، مرورا بالفترة الرومانية، حيث كانت تلمسان تسمى ”بوماريا”، إضافة إلى تحف الحضارة الإسلامية على غرار تلك المرتبطة بدولة الزيانيين التي شهدت تلمسان في عهدها أوج ازدهارها في مجال الفنون والعلوم. وقد استقبل المتحف منذ افتتاحه سنة 2011 الآلاف من السياح والزوار الراغبين في اكتشاف الماضي المجيد لعاصمة الزيانيين لاسيما المواقع والمعالم التي تعد مصدر فخر لكل المنطقة. وفي هذا السياق يسهر هذا المتحف على ترقية وتطوير الثقافة المتحفية، من خلال تنظيم دوريا لأيام دراسية وملتقيات ومعارض موضوعاتية ذات صلة بالتراث والفن، وأضاف بأن ”مؤسستنا التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة على غرار شاشات تعمل باللمس تسمح بالقيام بزيارة افتراضية مفصلة لمختلف القطع المعروضة، تعمل تدريجيا على تنويع المجموعات المتحفية لتحقيق أهدافنا التي تخص الفنون الجميلة والفنون التقليدية وأخرى أثرية وإثنوغرافية”، ويعمل المتحف حاليا على إعداد مجموعة إثنوغرافية التي ستشمل جميع الأواني المنزلية وغيرها من الوسائل التي كانت تستعمل من قبل التلمسانيين في الحياة اليومية. وللإشارة عرفت الثقافة المتحفية تطورا ملحوظا بولاية تلمسان، لاسيما بعد تنظيم تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011”، حيث استفادت مدينة الزيانيين من أربعة متاحف متخصصة في الخط العربي والمخطوطات والآثار الإسلامية، بالإضافة إلى المركز الوطني لتفسير اللباس التقليدي الجزائري الذي يمنح للزوار فضاءات هامة لاكتشاف تاريخ وحضارة تلمسان ومنطقتها والتي تمتد عبر ألفي سنة.