ستكون العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة، على موعد مع استلام الشطر الأول من مشروع منتزه “الصابلات”، بعد تسليم أغلبية أشغال التهيئة، لاسيما تلك المتعلقة بمشاريع قطاع الري والأشغال العمومية التي تجسد جزء كبير منها، حيث لم يبق سوى أشغال التهيئة الخارجية الخاصة بالمساحات الخضراء، وتثبيت مخادع موقف المسافرين بالجهة الغربية للمشروع التي استفادت من عملية التزفيت، لاستعمالها كحظيرة لركن مركبات الزوار ومواقف الحافلات. تشرف كل الأشغال الخاصة بالشطر الأول من مشروع منتزه “الصابلات” على الانتهاء، ويتعلق الأمر ب 2.5 كلم من المساحة الإجمالية للمشروع المقدرة ب 4.5 كلم، حيث خصصت له ميزانية إجمالية قاربت 20 مليار سنتيم، مع تحديد 48 شهرا لتسليم المنتزه المحاذي لوادي الحراش وشاطئ “الصابلات”. وكشفت الجولة الميدانية التي قادت “المساء” إلى ورشات المشروع الضخم، عن التقدم المعتبر الذي تشهده الأشغال المندرجة ضمن تهيئة خليج العاصمة الممتد من “كاب ماتيفو” ببلدية برج البحري غرب العاصمة، إلى غاية “كاب كاكسين” ببلدية الحمامات غرب العاصمة، رغم التأخر النسبي الذي عرفته الأشغال خلال الفترات الأولى، لأسباب تتعلق بطبيعة أرضية المشروع التي استغرقت وقتا أكبر لتهيئتها من جديد وتحويلها إلى مساحة خضراء بمقاييس جمالية جد عالية. وأشار بعض المهندسين بالمؤسسة الكورية في حديثهم ل”المساء”، أن عدد العمال الذين كانوا يشتغلون بالورشات انخفض خلال شهر رمضان بنسبة 80 عاملا، الأمر الذي انعكس بالسلب على نسبة تقدم الأشغال، حيث شكل هذا الأمر عائقا، إضافة إلى وجود مشاكل تقنية في العتاد، بسبب تعطل بعض الأجهزة، وهو ما حال دون التقدم في المشروع. انتهاء الأشغال بمشاريع قطاع الري استكملت المؤسسة الكورية المكلفة بأشغال الري كل الأشغال على مستوى الشطر الأول من المنتزه، حيث قامت بتهيئة شاملة لحواف الوادي وكذا الشاطئ، مع تثبيت نظام لري المساحات الخضراء وفق مخططات مضبوطة، كما قامت المؤسسة بغرس أزيد من 106 شجرة نخيل بالمساحات الخضراء، على مساحة تقدر ب 220 مترا مربعا، بالتنسيق مع المؤسسة الولائية لتسيير وتهيئة المساحات الخضراء “أوديفال” قصد غرس أنواع كثيرة من النباتات والأشجار التزينية، بعد أن أفردت المؤسسة الولائية نفس الطابع التجاري والصناعي مشتلة خاصة للعملية، أرفقتها المؤسسة الكورية بنظام للسقي يضمن اخضرار المساحات المزروعة على مدار السنة، في حين أنجزت المؤسسة الأجنبية نظاما لتصريف المياه على جوانب المنتزه. ويتربع المشروع الخاص بمديرية الري لولاية الجزائر على مساحة مقدرة ب 18 كم، حيث تم استغلال 40 ألف متر مربع من المساحة، في حين سيتم استغلال 8 هكتارات أخرى من أجل إنجاز 3 مسابح ومساحات خضراء، إضافة إلى المساحة المتبقية المتواجدة ببن طلحة في الضفة الأخرى من وادي الحراش، ستنطلق الأشغال فيها عند الانتهاء من الشطر الأول. ألعاب مائية وموقف ل 2000 سيارة وستتزود المنطقة بأكشاك صغيرة ذات أشكال مميزة، متمثلة في مطاعم ومراحيض توفر خدمات عمومية لزوار المنتزه، إضافة إلى تنصيب ألعاب مائية لفائدة الأطفال ستسمح بخلق فضاءات جمالية بالمنتزه، إلى جانب اقتناء كراس للجلوس داخل المساحات الخضراء، كما سيتوفر متنزه “الصابلات” على مضمار خاص بالدراجين لتمكينهم من ممارسة الرياضة. وينتظر تجسيد ممر خاص بالراجلين يؤدي مباشرة من محطة “كبار معطوبي حرب التحرير” بالخروبة إلى شاطئ “صابلات”، مع تشكيل أرصفة خاصة للحفاظ على سلامة وأمن الراجلين، في انتظار إنجاز ممر علوي لمستعملي الطريق من الراجلين، ستنطلق أشغاله الشهر الجاري، على أن يسلم في آجال قريبة لتمكين المسافرين القادمين عبر المحطة البرية من زيارة المنطقة بكل راحة، بعيدا عن الخطر الذي يشكله الطريق السريع. ومن أجل تسهيل عملية ركن السيارات، تم تجهيز المنتزه بموقف يتربع على مساحة 3 هكتارات، وسعة استيعاب مقدرة ب 2000 مركبة، سيسمح بركن جميع السيارات المتوجهة إلى المنتزه دون الدخول في دوامة البحث عن مكان للركن. وبرمجت المديرية الوصية أجنحة خاصة تشرف عليها المؤسسة الولائية “فنون وثقافة”، من أجل توفير فضاءات تثقيفية للمتوافدين وإنجاز منصة كبيرة لاحتضان الحفلات والسهرات طيلة فترة الصيف، بالتنسيق مع المؤسسة الولائية “فنون وثقافة”، في انتظار استكمال أشغال الجزء الثاني والأخير من المشروع. ثلاثة خطوط نقل جديدة باتجاه المنتزه ولتسهيل الوصول إلى هذا المكان، أوضح مدير الأشغال العمومية بالعاصمة، محمد رابحي عبد النور، أنه سيتم استحداث ثلاثة خطوط نقل جديدة باتجاه منتزه “الصابلات”، تمتد من ساحة “أودان” إلى المرملة، باب الزوار والقبة، حيث توجد مواقف فرعية في كل من باش جراح ووادي أوشايح.